من أشهر الادوية التى يُساء استخدامها على مستوى العالم بوجه عام، ومصر بوجه خاص هو "الترامادول"، يرجع ذلك الى رخص سعره والذي يتراوح ما بين 15-35 جنية، بالاضافة الى أنه يجعل من يتعاطه أكثر تركيزا، وقدرة على تحمل العمل الشاق لايام متواصلة، الا انه خلال الايام القليلة الماضية قفز سعر الشريط من 15 الى 150 جنية، فما هو هذا "الترامادول" وما هى استخدماته، وما هى اثاره؟

ويقول طبيب الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الشرطة، نقيب طبيب عماد نادر معوض، إن الترامادول مسكن قوى يستخدم في الحالات المتأخرة من الإصابة بالسرطان، وما بعد الجراحة، مضيفا أن البعض يتناوله لعلاج أي آلام مهما كانت بسيطة، حتى المغص، مما يؤدى إلى مضاعفات خطيرة.

ويعرف العامة الترامادول بالألوان، فهناك الأبيض تامو 225، وتراما الأخضر، وتراما البرتقالي، وكونتا، والإس آر الأحمر، والفراولة، والكريزة، والتفاحة.

والترامادول مشتق مباشرة من المورفين، وبنسبة مركزة تتراوح ما بين 50، 100، 200، 400 ملجم، وهناك كميات أقل أو أكثر، ولكن حسب الهيئة الامريكية للغذاء والدواء لا يجب أن تزيد الكمية المتناولة عن 400 ملجم في اليوم، وإلا تعرض المريض إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة.

وقد تم اكتشاف الترامادول عام 1962م على يد مجموعة من العلماء الألمان، والمادة الفعالة هي "ترامادول هيدروكلوريد" وكانت تستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة، وكانت تباع لمدة ربع قرن بدون أي إشراف طبي، حتى تم تقنينها عام 1989، وأصبحت لا تباع إلا من خلال روشتة الطبيب، ثم بدأت العديد من الدراسات حول آثارها الجانبية.

وهو يصنف كدواء من الدرجة الرابعة، أي من الأدوية المخدرة التي لا توصف إلا بروشتة طبية، وفي بعض الدول كالسعودية يتم التعامل معه على أنه مخدر وليس علاجا، وبالتالي يحكم بالإعدام على من يقوم بتهريبه، والسجن والجلد لمن يتعاطاه.

ويستخدم الترامادول في الأصل لتسكين الألم، وذلك في الحالات الشديدة، مثل مرضى السرطان الخبيث، خاصة المراحل الأخيرة، أو بعد إجراء جراحة صعبة، ولكن يمنع تناوله مع الكحوليات، أو المياه الغازية، لأنه يسبب تفاعلات تصل في بعض الحالات إلى الموت.

ولا يُعرف حتى الآن كيفية تأثير الترمادول ومشتقاته على المخ، ولكن من المعروف أن تأثيره يكون على المستقبلات المورفينية بالمخ، حيث يمنع امتصاص الجسم لهرمونات مثل السيروتونين، والنورايبنفرين، مما يزيد من نسبة الهرمون الأخير بالجسم، فيخفف من الشعور بالألم.

ولذلك يخفف الترامادول من آلام ومعاناة مرضى السرطان، ويمكن أن يؤخذ كحبوب أو كامبولات حقن، وتعطى إحساس بالتركيز، والقوة، والقدرة على بذل مجهود، وزيادة القدرة الجنسية للرجال، لذلك يستخدمه السائقون، والعاملين في مهن تتطلب التركيز لفترات طويلة، وبعض الرجال ممن يعانون من مشاكل جنسية سواء سرعة القذف أو غيرها، وهو يؤدى الغرض منه في البداية إلا أنه في النهاية يؤدى الى مضاعفات خطيرة.

ويبدأ المريض في الإدمان عندما يشعر بعدم قدراته على التوقف عن تعاطي الترامادول، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم، التعرق، اضطرابات النوم، آلام الجسم، وعدم القدرة على التركيز، الدوار، الزغللة.

وإذا كنت ممن يتعاطون تلك الحبوب، فيجب الحصول على مساعدة طبية، من خلال الاتصال على رقم 16023، وفي الحالات البسيطة والمتوسطة يمكن التخلص من هذا الإدمان خلال 4-6 أيام، أما في حالات الإدمان الشديدة، فتحتاج إلى الإرادة والمثابرة للتخلص من الآثار المدمرة لهذا العقار.