إن كنت تود الحصول على تجربة مختلفة والابتعاد عن زخم الحياة العصرية، فيمكنك أن تذهب في رحلة لجبال أطلس المغربية، تعلوها قرى يسكنها الأمازيغ، ويعيشون فيها حياة بسيطة بلا تعقيدات.

قرى المازيغ لا توجد فيها أي كهرباء أو طرق ممهدة أو أطباء أو مدارس أو مياه شرب، لكن الطبيعة الخلابة التي تتميز بها تغني عن كل ذلك لفترة من الوقت، خصوصا أن أهل الجبال اعتادوا على زيارة السائحين لقراهم وخبروا طرق الاعتناء بهم.

ويستغرق الوصول إلى إحدى هذه القرى بالسيارة من مدينة الدار البيضاء 10 ساعات، ثم التجول لمدة خمس ساعات عبر طرق جبلية وعرة على الأقدام بصحبة المرشدين، بينما يتم تحميل الحقائب على الحمير.

وعند وصولك، ستجد الأهالي في انتظارك، ليقدموا لك وجبة ترحاب مكونة من شاي بالنعناع وتمر بالحليب، أثناء الجلوس على السجاد الملون.

رؤية القرية في الصباح لها بريق مميز، فستشعر حينها أنك في عالم آخر، وقد تستطيع رؤية نحو 16 منزلا تم بنائهم داخل الجبل على ارتفاع 1780 مترا.

تتبع الطريقة التي يعيش بها أهل الجبل، والأساليب التي ابتكروها للتواصل مع الطبيعة ببهجة ورضا، سترفع عن قلبك الكثير من المشاغل التي تثقل تفكيرك في حياة المدينة.

فعلى الرغم من قلة الموارد، يستطيع السكان التواصل مع الغرباء بكرم وترحاب.

وستبهجك الطقوس الجماعية التي تتم بها أغلب الأمور في القرية، فمجتمع الجبل محدود العدد يشبه الأسرة الواحدة، وبالتأكيد لن تترك التجربة دون الكثير من الذكريات الإنسانية والحكايات والقصص التي لن تمحى من ذاكرتك بسهولة.

رغم البرودة والقفر ومحدودية الموارد تجد النساء مصادر للبهجة.. ينقلونها باحتراف وسلاسة إلى ضيوفهن.

فجميع الكائنات هنا هي جزء من الطبيعة الواسعة التي تسود فيما بينها مشاعر الاحترام المتبادل حتى دون كلام.