لو ليك في الإنشاد.. لازم تسمع الخمسة دول
إنها حالة من السمو والتجلي، فالإنشاد الديني يتناول موضوعاتٍ عدّة أبرزها العشق الإلهي، ومدح الرسول، أو الوحدانية والملكوت الأعلى. ومع اقتراب مولد الحسين، يظلّ الإنشاد الديني أحد الموضوعات التي ينتظرها الناس في الموالد. فمن هم أبرز المنشدين في الحياة المصرية؟
طه الفشني
أحد أعلام القرآن الكريم ومن كبار المنشدين، ولد بمركز "الفشن" بمحافظة بني سويف، حفظ القرآن الكريم ثم تدرب على القراءات، وتدرج في الدراسة حتى حصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين عام 1919. ثم التحق بالشيخ علي محمود، حتى ذاع صيته كمنشد. قدم الفشني مجموعة كبيرة من الأناشيد إلى الإذاعة المصرية في أواخر الثلاثينيات. وتم تعينه قارئا لجامع السيدة "سكينة".
كان الفشني يجعل من الصوت ساحة للتجلي والوجد، يتوحد مع الجملة التي يلقيها ويرتفع بها لأعلى، حتى يُهدرها من جديد على مسامع الجمهور. في عام 1962 تم اختياره رئيسًا لرابطة القراء والمنشدين خلفًا للشيخ "عبد الفتاح الشعشاعي"، قبل أن يتوفى في 1971.
سيد النقشبندي
أحد أرحب الأصوات في الإنشاد الديني، وأستاذ المداحين كما أطلق عليه. عُرف بأدائه للتواشيح الدينية والابتهالات التي يستمع إليها المسلمون خلال شهر رمضان الكريم. كانت حنجرته تسمو إلى مراتب سماوية عليا حتى تم تلقيبه بالكروان والصوت الخاشع.
أحمد عبد الفتاح الأطروني
منشد ومبتهل ديني يؤدي العديد من الحفلات الدينية في أرجاء الوطن العربي. ويمزج بين التلحين والأداء الموسيقي. ولد في قرية كوم الأطرون بمحافظة القليوبية، كما تعلم الضرب على العود منذ نعومة أظافره. وفي عام 1967. كوّن فرقة موسيقية أحيا من خلالها حفلات داخلية في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، من شمالها حتى جنوبها شرقا وغربا، مر بجميع محافظات الجمهورية إلى حدود السودان وشمال وجنوب سيناء.
وفي عام 1982، تطلع لدراسة آلة العود لما له من شغف بالمقامات الموسيقية، وحتى يتم صقل مواهبه اللحنية، ودرس الشيخ آلة العود دراسة مستفيضة تعرف من خلالها على المقامات الموسيقية والمقامات المشتقة منها، وساعده ذلك على عمل الألحان الدينية الكثيرة في الموشحات والأدوار والطقاطيق والأغاني، وبلغت ألحانه حسن الاستماع والإعجاب، وفي الآونة الأخيرة اعتبارا من عام 2000 سافر إلى فرنسا "المعهد الثقافي الفرنسي" في باريس ضمن برنامج "شيوخ الطرب"، وعرض عزف منفرد على آلة العود وكذا الموال والموشح.
أحمد التوني
ساقي الأرواح وسلطان المنشدين، استطاع بأدائه المتميز أن يخرج بالإنشاد من حدود المحلية إلى العالمية. حاول أم يجعل من الإنشاد مدرسة قائمة بذاتها، ولأنه صاحب تحفة "الله محبة"، فيعتقد أن التصوف صالح لكل الأديان، وليس حِكرًا على الدين الإسلامي فقط، التوني يرتجل ويحاول أن يضبط الإيقاع طوال الوقت ليصبح قائد الأوركسترا الأوحد على المسرح. ويواصل الإنشاد لساعات طويلة دون فواصل، وتضم فرقته 4 منشدين، يذوب التوني بينهم في حالة من الوجد والشفافية، وفي النهاية يردد: "خضر العمايم"، "وأنا نايم"، "جم ندهوني".
أمين الدشناوي
رياحنة المداحين، يمتلك خامة صوت من طراز رفيع، بدأ بالإنشاد وهو في الثالثة عشرة من عمره، ويقال إنه مدح النبي محمد أمام الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك. أغلب إنشادات الدشناوي للشيخ أحمد أبو الحسن الذي أخذ بيده إلى عالم التصوف والإنشاد. يؤدي الدشناوي بعض الإنشادات الدينية على ألحان أم كلثوم وعبد والوهاب وغيرهما. كما زار الدشناوي السويد وألمانيا، منشدا كما دعا لفرنسا أربع مرات متتالية، حيث أنشد في ميدان الشانزلزيه، مسرح جزيرة نورماندي، مسابقة موسيقية، ومسرح "شاك ليه".
كما أنشد الدشناوي، قائلا: "أحجارا إذ مر تسلم عليه بل تؤدي له التحية دعا للشجرة أتته تسعى تفج الأرض مسرعة قوية، غزالة له اشتكت والضب سلم وذئبا حرس غنم الراعية" وتفاعل الجمهور الفرنسي وبكى كثيرون منهم.