التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 10:37 ص , بتوقيت القاهرة

عبدالمنعم رمضان: جائزة البوكر تليق بالانحطاط الذي نعيشه

انتقادات عديدة ظهرت بعد ترشيحات البوكر الأخيرة، وفي المقابل تأييد وترحاب من المرشحين والمنافسين على جائزة هذا العام، إلا أن جانبا ثالثًا من أدباء العرب قدموا مقترحات لإصلاح حال الجائزة، من وجهة نظرهم.


وكان من ضمن هؤلاء الروائي الجزائري سمير قسيمي، والذي قدم مقترحات لإصلاح جائزة البوكر، عبر حسابه الخاص على فيس بوك، قائلا إنه يعتقد أن الجائزة بسبب ضعف بعض محكميها وانحيازية آخرين، تفقد سنويا من وهجها الذي انطلقت به، لاسيما في الدورتين الأولى والثانية.


وأضاف قسيمي أن المشكلة ليست فيمن يدخل اللائحتين الأولى والثانية، بل كل المشكلة في من لا يدخلها، فالإيهام الذي وقع فيه الإعلام العربي، خصوصا إعلام الدول حديثة العهد بالرواية، على غرار الجزائر، يكرس الاعتقاد بأن الروايات في القائمتين الطويلة والقصيرة هي أفضل الروايات العربية، وأن الفائز بالجائزة كتب أفضل عمل عربي في عامه.



 

وفي تصريح خاص لـ"دوت مصر"، قال قسيمي: "لا نملك الكثر من الجوائز المخصصة للرواية في العالم العربي، حتى إننا لا نملك من الجوائز ما تملكه دولة كفرنسا، ومعظم هذه الجوائز ذات تمويل خليجي، لهذا أعتقد أن السعي لإصلاح تلك الجوائز ومنها "البوكر" يأتي في المرتبة الأولى، وإذا ثبت إصرار القائمين عليها على عدم الإصلاح، يجب أن يقول الروائي العربي الجاد "كفى" ويقاطعها، وهكذا تفرغ هذه الجوائز من روحها".

وأضاف قسيمي: "وللأسف يلعب الإعلام دور المتفرج، بل أحيانا نشعر أنه وسيط وحليف الرداءة بعدم قوله شيء بخصوص الخيارات التي تقع عليها تلك الجوائز، بالإضافة إلى عدم ملاحظته أمور يعتبرها استغباءً ومجرد صدفة".

 


 

وأضاف القسيمي: "النقد بدوره يلعب على حبلي (الصديق والمال)، على حساب قول كلمة حق في هذه الرواية أو تلك، فتحدث أمور أسوأ، حيث يتم تقديس أعمال بعينها فقط لأن صاحبها فاز بجائزة، و ما زلت أستغرب تجاهل بعض الأعمال العظيمة التي تجاهلتها البوكر، على غرار: أبناء الجبلاوي، أو مهر الصياح أو طيور الهوليداي إن، أو قناديل جبل الخليل، أو في حضرة العنقاء)، والكثير من الأعمال الأخرى.

 

وقال الشاعر عبد المنعم رمضان في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، تعليقا على جائزة البوكر هذا العام: "البوكر في منحدر منذ فترة، ويبدو أن كل عام يصبح أسوأ مما سبقه، على الرغم من أن العرب فرحوا بتلك الجائزة في بداية ظهورها، ولكن هذا العام تبدو سيئة جدا، بالإضافة إلى أنه يبدو أن لجنة البوكر خضعت لبعض الإرشادات من جهة ما، حيث ينقص الترشيحات الكثير من الأسماء، الأمر الذي يجعلها أسوأ لجنة، فهي تنحدر مثلها مثل الجائزة، والأسماء الموجوده بها لا تليق لا بجائزة كبيرة ولا صغيرة".

ويتابع رمضان: "ومن العجيب أن تخلو القائمة الطويلة من أي أسماء كبيرة، فيما عدا بعض الأسماء التي يعلمون أنها لن تكمل المشوار".



وأضاف فيما يتعلق باستبعاد مصر لأول مرة: "أظن أن استبعاد مصر من القائمة القصيرة للمرة الأولي هذا العام يحمل العديد من النوايا السيئة، والأمر لا يتعلق برداءة الأعمال المقدمة منها".


وعن سؤالنا له عن توصيات أو مقترحات لتحسين الأمر، قال: "لا ينبغي أن نفكر للبوكر، تلك الجائزة المفتعلة، التي يبحث القائمون عليها عن أسباب لوجودهم، فالبوكر العربية جاءت على مقاس الإنحطاط العربي الذي نعيشه الآن، وإن كان من الضروري أن أقدم اقتراحات، فاقتراحي الوحيد للكتاب هو: لا تحلموا بمثل هذه الجوائز لأنها لا تليق بكم".


يذكر أن ست روايات من السودان، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، وتونس، قد وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" هذا العام، والتي أُعلنت يوم الجمعة 13 فبراير 2015 في المغرب.


والروايات هي "شوق الدرويش" للسوداني حمور زيادة، و"ممر الصفصاف" للمغربي أحمد المديني، و"طابق 99" للبنانية جنى فواز الحسن، و"حياة معلقة" للفلسطيني عاطف أبو سيف، و"ألماس ونساء" للسورية لينا هويان الحسن، و"الطلياني" للتونسي شكري المبخوت.


وبدأت المنافسة على جائزة هذا العام بمشاركة 180 رواية من 15 دولة عربية، قبل إعلان القائمة الطويلة في 12 يناير،  والتي ضمت 16 رواية فقط من تسع دول. ويرأس لجنة تحكيم الجائزة هذا العام الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي.


وتضم اللجنة كل من الشاعرة والناقدة البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري أيمن أحمد الدسوقي، والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبد الله كاظم، والأكاديمية والمترجمة اليابانية كاورو ياماموتو.