التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:57 ص , بتوقيت القاهرة

عيد الحب.. عن جد !!

<p>لو كنت قلت له عيد الحقد أو عيد الضغينة أو عيد الحسد لكان أوقع، لكن عيد الحب صعبة شوية في مجتمع كاره بعضه البعض، وهل يحب الرجل والمرأة بعضهما في مجتمع كاره بعضه!! يا عزيزي نحن مجتمع يُمارس الحب سرا والكره علانيةً.</p><p>الكره مفخرة وتميز والحب فضيحة، هي بوتقة واحدة تنصهر فيها كل مبادئ ومعتقدات وسلوك هذا المجتمع منصهرة ومنعكسة على علاقة الرجل والمرأة، فإذا كان المجتمع به عِلة، فبالضرورة أيضا علاقة الرجل والمرأة يكون بها عِلل وليست علة واحدة .</p><p>كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها، أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة ضحت هي بالغالي والنفيس كي يتزوجها .</p><p>كان الحب يصل إلى الجنون من شدته، بينما اليوم فمن الجنون أن تحب لأن الحب للمراهقين وما عداه كذب وعيب وحرام.</p><p>كان الرجل إذا أحب امرأة آثر العزلة عن الخلق كي لا ينشغل عن حبيبته، أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة تعرّف على صديقاتها وصديقات صديقاتها.</p><p>كان الرجل إذا أحب امرأة وأراد أن يغازلها شبهها بالنسيم العليل ووجه القمر،  بينما اليوم إذا أراد أن يغازلها وصفها بالمزة والفرسة والميلف .</p><p>كانت غيرة الرجل على المرأة مؤشرا ودليل حب، بينما غيرته اليوم دليل رجعية وسوء ظن ومركب نقص. </p><p>كانت المرأة يعجبها من الرجل رجولته وشهامته وجدعنته وأخلاقه أما المرأة اليوم يعجبها من الرجل جيبه ومنصبه وخفة دمه وألشه، ما هذا يا ولية يا واخد القرد على حاله !!</p><p>ابتذلوا الحب وهو قرين الصحة والاستقرار والسعادة والطمأنينة، الحب طاقة متجددة بها نحيا وبها نستطيع أن نتماسك في هذا العالم بأمواجه الخطرة، بالحب نقوى ونستقر فهو مصل الضعف بل هو الصحة، لهذا كان الارتباط بالأنثى أساس هذا العالم؛ لأنها خلقت نبع الحب ونهره ومحيطه.</p><p>اتفق البشر على أن كل ما يدعو للحب هو خير مهما كان مستوى امتثالهم له، الحب ليس فضيحة بل هو تسامح لا يجب فيه أن يبحث المحب في عمق الآخر ليجد نقيض الحب في النهاية، لا يريد البشر أي أسرار هاجعة بأرواحهم، الحب عطاء وثقة كما تقول فيروز: "عندي ثقة فيك عندي أمل فيك".</p><p> أما الذين يبحثون عن أعماق الآخرين يتورطون، فالحب سمو على طريقة المتصوفة، ربما يؤيدهم الفيلسوف توماس مور في كتابه " رفيق الروح - تكريم أسرار الحب والعلاقة" الذي يتحدث فيه عن الارتباط والزواج والحب والصداقة والعلاقة بين البشر فيقول: " الحب إلهي وإذا لم نعترف بهذه الحقيقة ونعاملها ببعض الورع فإننا سوف نكون ضحايا ".</p><p>لنجعل الحب قوتنا وطاقتنا فإرهاق الكراهية هو سبب الأمراض كلها، وعلينا أن نتذكر أن النبلاء يحبون ويتسامحون والويل لمن لا يغسلهم الحب.</p><p>من أجمل ما قال نزار قباني في الحب ولا أعرف لماذا يأخذ الرجال منه موقفاً، برغم أنه نصب علينا نحن لا عليهم يقول:</p><p>أو يستعد العمر للإبحار</p><p>أيتها الأنثى التي</p><p>يختلط البحر بعينيها مع الزيتون</p><p>يا وردتي</p><p>ونجمتي</p><p>وتاج رأسي</p><p>ربما أكون</p><p>مشاغبا.. أو فوضوي الفكر</p><p>أو مجنون</p><p>إن كنت مجنونا.. وهذا ممكن</p><p>فأنت يا سيدتي</p><p>مسؤولة عن ذلك الجنون</p><p>أو كنت ملعونا وهذا ممكن</p><p>فكل من يمارس الحب بلا إجازة</p><p>في العالم الثالث</p><p>يا سيدتي ملعون</p><p>فسامحيني مرة واحدة</p><p>إذا أنا خرجت عن حرفية القانون</p><p>فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟</p><p>إن كان كل امرأة أحببتها</p><p>صارت هي القانون</p><p>أشهد أن لا أمرأة إلا أنت</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>أتقنت اللعبة إلا أنت</p><p>واحتملت حماقتي</p><p>عشرة أعوام كما احتملت</p><p>واصطبرت على جنوني مثلما صبرت</p><p>وقلمت أظافري</p><p>ورتبت دفاتري</p><p>وأدخلتني روضة الأطفال</p><p>إلا أنت ..</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>تشبهني كصورة زيتية</p><p>في الفكر والسلوك إلا أنت</p><p>والعقل والجنون إلا أنت</p><p>والملل السريع</p><p>والتعلق السريع</p><p>إلا أنت ..</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>قد أخذت من اهتمامي</p><p>نصف ما أخذت</p><p>واستعمرتني مثلما فعلت</p><p>وحررتني مثلما فعلت</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>تعاملت معي كطفل عمره شهران</p><p>إلا أنت ..</p><p>وقدمت لي لبن العصفور</p><p>والأزهار والألعاب</p><p>إلا أنت ..</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>كانت معي كريمة كالبحر</p><p>راقية كالشعر</p><p>ودللتني مثلما فعلت</p><p>وأفسدتني مثلما فعلت</p><p>أشهد أن لا امرأة</p><p>قد جعلت طفولتي</p><p>تمتد للخمسين .. إلا أنت</p><p>أشهد أن لا امرأة ً</p><p>إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة</p><p>وحرضت رجولتي علي</p><p>إلا أنت ..</p><p> </p>