فيديو| من تاريخ الأوسكار..>>>حين صفع "مارلون براندو" وجه الأكاديمية
تعتبر جائزة "ميريت" التي تقدمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الشهيرة بجائزة الأوسكار، أهم جائزة عالمية في مجال السينما. يتطلع إليها الجميع جمهورا وعاملين بالمجال، ويعتبرها من فاز بها شرفا عظيما.
لكن ليس الجميع؛ فهناك من لم يعتبر جائزة الأكاديمية شرفا يريده لنفسه، هناك من رفض الجائزة.
Dudley Nichols
كتب وشارك "دودلي نكولس" في كتابة سيناريوهات العديد من كلاسيكيات هوليوود مثل Stagecoach عام 1939 وBringing Up Baby في العام السابق وفيلم The Informer عام 1935، والذي فاز عنه بجائزة أحسن سيناريو في حفل الأوسكار الثامن وفاز الفيلم أيضا بأحسن إخراج وأحسن موسيقى وأحسن ممثل في دور رئيسي.
لكن دودلي نيكولس رفض تسلم الجائزة بشكل قاطع، ويرجع ذلك لدعمه لإضراب نقابات الممثلين والكاتبين والمخرجين لمحاولتهم تكوين اتحاد مستقل عن الأكاديمية وعن إستوديوهات الإنتاج الكبرى. وأيضا لم يحضر "جون فورد"، مخرج الفيلم، لتسلم جائزته ولكنه لم يعلن قط رفضه لها.
في اليوم التالي رفض دودلي تسلم التمثال الذهبي حين أرسلته الأكاديمية لبيته قائلا أنه لن يخذل زملائه الكتاب في إضرابهم. ولكنه عاد وتسلمه عام 1938 بعد تسوية أمور النقابات في هوليوود.
George C. Scott
عام 1962، ترشح الممثل جورج س. سكوت لجائزة أحسن ممثل في دور مساعد عن فيلم The Hustler، لكنه رفض جواب الترشح حين وصله، رفض الأمر برمّته، وعلّق حينها أنه لا يرى نفسه جيدا بما فيه الكفاية للترشح أمام الأربعة ممثلين الآخرين.
بعدها بـ9 سنوات، ترشح جورج مرة أخرى لكن هذه المرة كأحسن ممثل في دور رئيسي عن دور الجنرال الأمريكي الذي قام به في فيلم Patton. لم يرفض جورج الترشح هذه المرة، لكنه فاز ورفض الجائزة نفسها.
لم يحضر جورج س. سكوت الاحتفال، وحين أعلن فوزه صعد منتج الفيلم على المسرح ليتسلم الجائزة بدلا عنه ويشكر الأكاديمية على تقديرها لممثل بحجم جورج.
علق جورج س. سكوت حين سُأل قائلا إن"الحفل كله غيرَ مترابط، وأنا لا أريد أن أكون جزءً منه بأي حال"، مضيفا "أكره بنية الحدث، وأكره الإثارة المصطنعة وبكاء الممثلين وهم ممسكون بالتمثال الذهبي يضمونه لنهودهم.. يا له من ملل!".
وفي اليوم التالي؛ أعادجورج س. سكوت التمثال الذهبي الذي تسلمه منتج الفيلم للأكاديمية، معلنا رسميا رفضه الجائزة.
وبعدها بقرابة العشر سنوات، قال جورج في أحد اللقاءات الصحفية إنه "ليس ضد الأوسكار، وأعلم ما يمثله وهو شيءٌ رائع.. أو كان رائعا حين كان مجرد حفل يلتقي فيه العاملون بالوسط يتجاذبوا أطراف الحديث على موائد الأكل والشراب"، ثم أضاف جورج موضحا اعتراضه على الأوسكار "لكن خرج الأمر عن السيطرة حين أصبح هوسا عالميا، حين أصبحت حياة أو موت العاملين بالسينما متوقفةٌ على فوزه بالجائزة من عدمه".
جدير بالذكر أن جورج فاز عن نفس الدور بجائزة الجولدن جلوب، وقبلها وتسلم الجائزة.
كان جورج س. سكوت أول ممثل في التاريخ يرفض الجائزة، لكن لم يكن الأخير. فبعده بعامين أعاد مارلون براندو الكرّة حين فاز بجائزة أحسن ممثل في دور رئيسي عن دور زعيم المافيا "دون كورليوني" في الجزء الأول من ثلاثية "الأب الروحي".
كان مارلون قد فاز بالجائزة عام 1955 ولم يرفضها عن دوره في فيلم On the Waterfront للمخرج "إليا كزان"، ولكن جائزة عام 1973 جاءت في ظروف غير اعتيادية من وجهة نظر مارلون براندو.
أقيم الحفل الـ45 للأكاديمية في 27 مارس 1973، وقبلها بشهر بالتمام والكمال بدأ اعتصام للهنود الحمر في مدينة Wounded Knee، تلك المدينة التي شهدت واحدة من أشهر المجازر ضد الهنود الحمر عام 1890 وراح ضحيتها 25 قتيلا وقرابة الـ40 مصابا، ليطالب الاعتصام في عام 1973 بحياة أفضل وحقوق افضل للهنود الحمر، واستمر الاعتصام لمدة 71 يوما وانتهى بمقتل اثنين وإصابة 13.
على الجانب الآخر؛ مارلون براندو ناشطٌ في حقوق الهنود الحمر الأمريكيين وعضو بحركة الهنود الأمريكيين، AIM، وفي تلك الظروف جاء ترشحه وفوزه بجائزة الأكاديمية.
لم يحضر مارلون براندو الاحتفال، وأرسل مكانه "ساشين ليتيل فيذر" من الهنود الحمر والتي ذهبت بالزي التقليدي لقبيلة الأباتشي. وحين أعلن فوز مارلون صعدت "ساشين" إلى المسرح معلنة "أن مارلون براندو آسفا لا يستطيع قبول الجائزة، والسبب وراء ذلك هو المعاملة التي يلقاها الهنود الأمريكيون من صناع الأفلام في هوليوود وأيضا للاعتصام القائم الآن بمدينة Wounded Knee".
وكانت تلك هي المرة الأخيرة -حتى اللحظة- التي يرفض فيها أحدهم الجائزة.