التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:11 م , بتوقيت القاهرة

عقل" بوتوكس "وشخصية "تاتو" !

ماذا حدث للمرأة المصرية؟ على الأقل لعدد كبير منهن؟ هل هو اختلال في الهرمونات؟ بؤس إلى حد الضياع ؟ هزيمة كاسحة لمشاعرها جعلتها تتحول من سيدة بكل ما في الكلمة من معنى وقيمة إلى إنسانة ضائعة تبحث عن نفسها في كوم قش؟ ماذا جعلها تترك نفسها إلى هذه الحالة من اللامبالاة؟ 


لماذا تحولت من إنسان أجمل ما فيه خجله وأدبه وحياؤه إلى منافسة شرسة في الجرأة والقبح والأباحة ؟


كان أجمل ما في المرأة المصرية بساطتها، وروح متقدة لا تشبه أحدا، وملامح بريئة مهما أجهدتها الحياة؟ لكن المرأة قررت أن تسير بكل إرادتها ورغبتها في طريق مليء بالألغام، حتى لو انفجرت فيها، هل فهمت المساواة غلط؟ هل ملت أن تلعب دور الإنسان القوي بضعفه ودموعه؟ هل عذبتها العنوسة فانفجرت أو الزواج بكل ضغوطه بانتحرت؟


ماذا حدث للمرأة المصرية ؟


على الرغم أن الجمال والقبح.. مثل الحلال والحرام ظاهرين بوضوح، فإنها قررت أن تتخلى عن الجمال وتتجه للقبح، دخلت في منافسة محسومة مع الرجل في الكلمة التي تخدش الحياء والنكتة التي تقتل الأنوثة، ذهبت إلى أبعد حد في استخدام أدوات التجميل أو ارتداء الحجاب بإهمال لنفسها!


هل دفعتها ظروف الحياة الصعبة لأن تتخلى عن دور الأنثى، لتمثل أدوارا أخرى، تقتبس فيها روح فريد شوقي واستيفان روستي؟


المرأة هذا المخلوق الجميل، الذي هشاشته كبرياء، وملامحه التي كانت واضحة مثل شمس سبتمبر كانت تجعل المرأة المصرية وجها مميزا مهما كان زحام الوجوه.


قد تنكر المرأة بعض أو كل الاتهامات التي توجه لها بأنها تخلت عن جمالها، أنوثتها، شخصيتها، حضورها، تميزها، في سبيل الحصول على مكاسب المساواة في المجتمع، رأسا برأس؟ من قال أن المرأة يجب أن تتساوى مع الرجل لكي تصبح مهمة أو قوية أو لها رأي؟


أنا أتمنى أن تعود المرأة لتنظر في المرآة التي تحمي كيانها وهو كبير.. لا تنظر في مرآة تخدعها.


المرأة الصديقة والزميلة والأخت والابنة والأم والزوجة، امرأة كل الأدوار، نعم الحياة صعبة.. لكن ليس معنى هذا أن تهمل عمدا أو جهلا أو غرورا أو طمعا أو انتقاما في شخصيتها. ويجب أن تكون لمؤسسات الدفاع عن المرأة دورا آخر غير أن تحشو دماغ المرأة العصرية بأحدث صيحات الموضة والتاتو وآخر صرعات التجميل حقن البوتوكس وأجدد وصفات الحجاب وعمل صينية المكرونة بالباشميل!


المرأة هي المخلوق الذي خلقه الله- سبحانه وتعالى- لكي تبدأ الحياة، وتطورها، وحقيقى أن بدونها لم يكن للعالم أن يتطور للأمام ولو خطوة. المرأة خلقت لتظل وتُغير الحياة للأجمل.. لأنها الأجمل، دون أن تتنازل عن أنوثتها أو جمال ملامحها وعقلها.. ودون أن تقع في فخ المساواة الرديء!