إيهاب الملاح: نهاية "ساق البامبو" من أروع ما كتب في الأدب العربي
التقى جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب بالروائي الكويتي سعود السنعوسي، أمس السبت، وأدار اللقاء الكاتب إيهاب الملاح، ودار اللقاء حول رواية السنعوسي "ساق البامبو"، الفائزة بجائزة الرواية العالمية في نسختها العربية "البوكر"، وهي رواية سُجلت تواريخها بين الفلبين والكويت، وتؤرخ لبعض الأحداث التاريخية والسياسية والدينية.
وأشاد الكاتب إيهاب الملاح، بنهاية الرواية مؤكدا أن مشهد النهاية كان من أروع ما كتب، في الروايات، وفي الأدب العربي خاصة، مضيفا أن "ساق البامبو" تجربة روائية خاصة جدا في المشهد العربي، وفي الكويت بشكل خاص، وأنها كانت حدثا مدويا، قبل أن تصل للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، ثم فازت.
وتابع الملاح: "هذه الرواية استطاعت أن تطرح موضوعا بجرأة قد تسبب له المشكلات، خاصة أنه في مجتمع خليجي له عادات وتقاليد، إلا أن الأمور سارت على خير بعدما جاءت الريح بكل ما تحمله من خير بفوزها بالبوكر، وكان من الجيد أن الرواية لاقت استحسانا وتفاعلا من الكتاب والنقاد في مصر والعالم العربي، ما جعل الذي كُتب عنها بمثابة مجلد".
وبدأ الروائي سعود السنعوسي حديثه عن روايته خلال الندوة، قائلا: "في مرحلة مبكرة من عمري كنت أكره الصور السلبية، وعندما وصلت لمرحلة متقدمة عرفت أنها صورتنا، وفكرت في كتابة رواية لكي تكون الفكرة واضحة".
وأضاف: "لا أتذكر كيف جاءتني فكرة الرواية، ولكن دائما كنت أفكر في نظرة الآخر، واتجهت لكتابة عدة مقالات، ثم فكرت فيما بعد في كتابة الرواية، وبحثت عن أساليب وشكل عالمها، ومن هو الآخر الذي ربما يمكنه أن يتحدث في الرواية".
وتابع السنعوسي: "فكرت في أن يكون شخص مُشكل الهوية، نصفه كويتي، ونصفه هندي، ثم جاءت فكرة أن يكون هذا الشخص غريبا، واخترت أن يكون من الفلبين، لأنه على الرغم من حمله لجواز السفر سيبدو شكله مختلفا".
واستطرد أنه بعد عودته من الفلبين كان يشعر بأنه يرى "هوزية"، وهو بطل القصة، بالفعل، وحدث أن بعض النقاد قالوا إن "هوزية" كان يرصد التفاصيل الكويتية بشكل مبالغ، ولكن هذا الرأي يمكن تقبله لو قلت إن المؤلف نفسه هو الذي يبالغ، لكن الآخر له نظرته التي ترصد التفاصيل التي تخصه.
وحول ما كتب عن "ساق البامبو"، قال سعود: "بعض الناس هاجم، وبعضهم الآخر أحب العمل، مبديا دهشته من أن كل ما جاء في الرواية أغلبه في صحفنا اليومية، ومن هنا كان من الغريب أنهم يتقبلون ما يأتي في الصحف وما تحتويه من حوادث، وهو ما يعد واقعا سيئا، وفي المقابل يرفضون الواقع الذي رصدته الرواية بشكل أدبي.
وأكد السنعوسي أنه لا يعتبر روايته جريئة كما يقال عنها، قائلا: "أتصور أنني كنت أنتقد بلطف، فأنا في النهاية سعود وليس عيسى "هوزية" بطل الرواية"، معبرا عن تقديره للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، الذي ظهر كأحد شخصيات الرواية، لافتا إلى أنه تربطه به علاقة إنسانية، حيث إنه يستشيره كثيرا، كما أنهم باشروا سويا في كتابة روايتيهما الأخيرتين.