هل حجبت كتب القرضاوي في المعرض؟
حالة من البلبلة أصابت المشهد الثقافي بعد تدوال أنباء بحجب كتب للداعية الإسلامي الشيخ "يوسف القرضاوي"، من إحدى دور النشر المصرية على شبكات التواصل الاجتماعي والتغريدات.
على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كتب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور أحمد مجاهد، أن دار "الشروق" للنشر والتوزيع قامت بسحب كتب الدكتور يوسف القرضاوي نتيجة للسخط الشعبي.
مجاهد أشار إلى أن رأيه ليس مهما بشأن حجب الكتب أو توزيعها، لكن الأمر دائما رهن القانون. في النهاية لا يمكن لأحد أن يمنع كتابا إلا بأمر قضائي من المحكمة. وأضاف مجاهد أن تلك الكتب قد تصنع عشرات الإرهابيين، لكن حجبها سوف يجذب مئات المتعاطفين معها في الداخل والخارج، والمقاطعة والرفض الشعبيين الذين أرغما الناشر على سحبها أفضل ألف مرة. كما أن ندوات المعرض التي يدور محورها الرئيسى حول تجديد الخطاب الديني، وتفنيد هذه الآراء أفضل سبيل لمواجهة التطرف، لأنك لن تعدم الوصول إلى مثل هذه الكتب، بل إلى ما هو أكثر منها تطرفا على الإنترنت لكنك ستفتقد من يوضح لك أبعادها ومغزاها.
من جهته تساءل الشاعر فريد أبو سعدة قائلا: لماذا لا نرى طبعات شعبية (كمكتبة الأسرة) لنصر أبوزيد وفرج فودة وسيد القمني وعلي مبروك والبحيري وغيرهم، إذا كنا جادين في التنوير وتجديد الخطاب الديني. لقد بدأ عصر الرينسانس بإحراق الساحرات والمشعوذين، وأرى أن الكتب التي تروج للعنف، والتمييز والعنصرية، وكراهية الآخر، والجهل وتعطيل الاجتهاد واستعمال العقل التي يغرقنا بها القرضاوي وسيد قطب وغيرهم. أرى أنها جديرة بالحرق.
أما الشاعر سعد عبدالرحمن، الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة علّق قائلا: بعض المثقفين يعشقون المزايدة.. لا تتأثر بما يقولون، ومن وجهة نظري "عارض الكفر ليس بكافر" قياسا على "ناقل الكفر ليس بكافر". أما الكاتب الصحفي سامح سامي فتعجب على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من منطق مصادرة الكتب، وأوّضح أنها في النهاية لا يجب أن تُصادر كما أنها كتب فقهية وليست تحريضية.
مواجهة الفكر بالفكر
ومن جهته أشار الناشر شريف بكر، مدير دار العربي للنشر والتوزيع، في حديثه، إلى أنه يرفض بشدة مسألة منع الكتب وحجبها، لأن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه نحو أشكال متعددّة من المنع. وقال بكر إن الفكر لا يواجه إلا بفكر، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الكتب تصدر عن دور نشر أخرى بالمعرض وهي متوفرة طوال العام. في النهاية لا يجب أن نهلل أو نفرح لمثل تلك الأمور لأن الأمر في النهاية سيؤدي إلى حقبة جديدة تُمارس فيها سلطو الضغط والحجب على مطبوعات مختلفة.
أما مصطفى الفرماوي، مدير مكتبات الشروق، فقال: الكتب موجودة، وأفضل أن أتحدث عن إيجابيات المعرض هذا العام، فالشروق لديها جمهور محترم، وسعت في هذه الدورة من المعرض إلى طرح موضوعات جديدة لمجموعة من الكتاب الشباب مثل "ضل حيطة" لحنان الجوهري، و"فيديو تسعيناتي" ليُمنى خطاب، و"مانشيتات يوم القيامة" لأحمد سمير. كما تطرق الفرماوي إلى إيجابيات المعرض هذا العام، وانتشار الكتب بشكل واسع بين الجمهور. كما تحدث عن الطوابير التي ترتص يوميا أمام البوابات للدخول إلى المعرض بهدف شراء الكتب ومتابعة الفاعليات والندوات الثقافية بشكل يوميّ.
وعن حركة الشعر أشار الفرماوي، أن الدار تهتم بشعر العامية الذي يستقطب شريحة كبيرة من الشباب، لذلك قامت الدار بنشر أشعار مصطفى إبراهيم، وخالد كسّاب، وأحمد حدّاد وغيرهم. كما أكد أن المعرض ساحة واسعة لانتشار العناوين الشابة وليس فقط الكبيرة كيسرى فودة ومحمد المنسي قنديل وإبراهيم عبدالمجيد وخيري شلبي.