صور| فواعلية الصعيد: بنشتغل في المعرض عشان مبنحبش القعدة
في أثناء زيارتك لمعرض الكتاب، قد تنشغل في البحث عن الكتب أو شراء الأطعمة والمشروبات لك ولأسرتك بعد ساعات طويلة من المشي والبحث، إلا أن هناك أمرا لا يمكن أن تغفله، هؤلاء الأشخاص الذين ينقلون الكتب أو الأحمال الثقيلة داخل المعرض من مكان إلى آخر، وتجدهم منتشرين حولك، وقد تلجأ في بعض الأحيان إلى أي منهم لمساعدتك.
يقوم بهذا العمل عدد من الشباب والرجال وأحيانا الأطفال القادمين من صعيد مصر، بعضهم تجده يرتدي الجلباب وآخرون يرتدون البنطلون كغيرهم من القاهريين، ملامحهم تكشف عما يمرون به من شقاء وتعب طوال اليوم، إنهم "فواعلية الصعيد".
موسم عمل
يعملون في المعرض كغيرهم ممن يقدمون الخدمات المختلفة، يحملون حقائب من هنا وهناك، ليوصلونها إلى المكان الذي يرغبه الطالب، يستخدمون في ذلك بعض الناقلات الحديدية الصغيرة التي يدفعونها أو يجرونها بأيديهم.
مؤمن
17 سنة من سوهاج، لا يزال في المرحلة الإعدادية على الرغم من كبر سنه نسبيا، جاء لمعرض الكتاب من أجل العمل، وفي حديثنا إليه قال لنا بلهجة صعيدية يتخللها بعض الشجن: "بشتغل شيال، جيت المعرض عشان اللي عايز حاجة أشيلها له"، معللا ذلك بسبب قلة العمل.
سألناه: "عملت شغل كتير النهارده؟
ليرد في حزن: "لأ".
- الزبون بيجي لك لا وأنت اللي بتعرض عليه؟
- لا الواحد هو اللي بيجي يقولي أشيله حاجة.
- معاك ناس كتير من الصعيد؟
- أيوة.
- المهنة دي متعبة؟
- آه متعبة.
- إزاي؟
- الشيلة والحطة فيها.
- بتيجي من البلد على هنا ولا أنت قاعد جنب الشغل؟
- لا قاعد جنب الشغل.
أما محمد السوهاجي، فيبلغ من العمر 25 سنة، وجاء للعمل بالمعرض منذ افتتاحه، بسبب توقف سوق العمل في البناء خلال هذه الفترة، من أجل توفير أموال تساعده على المعيشة، حيث قال: "نجيب مصاريفنا من الشغل هنا، وكمان بنشتغل عشان مبنحبش القعدة"، حتى يبدأ موسم عملهم الأساسي من جديد، مؤكدا أن مهنة الفواعلية داخل المعرض لا يوجد لها ريس، وأنه ينقل خلال اليوم من 5 إلى 6 حمولات.