في مثل هذا اليوم منذ 25 عاما، كان هناك طابور ممتدا في قلب العاصمة الروسية موسكو، كان واحدا من أطول الطوابير التي شهدتها العاصمة الباردة في بداية التسعينيات، أطفال وكبار وكهول وأغلبية من الشباب اصطفت بكثافة من أجل وجبة ماكدونالدز واحدة.

"الجميع كان ينتظر من أجل أن يتذوق طعم الرأسمالية، للشعور بطعم الولايات المتحدة الأمريكية، بطعم الحرية" كان تعليق أحد زوار الفيديو، الذي يجسد ذكرى افتتاح أول مطعم ماكدونالدز في روسيا والمعروفة وقتها بالاتحاد السوفيتي، والذي كان يستقبل وفود من سكان البلدة في افتتاح أول فرع للمطعم الأمريكي الشهير.

لعدة أيام قبل الافتتاح، ظل عدد من سكان البلدة يحجز لشراء وجبته، "بيج ماك" والبطاطس المقلية، الواقعة لم تكن مجرد افتتاح مطعم بروسيا، لكنه كان بداية لنجاح الرأسمالية في قلب العاصمة الأكثر مقاومة لسياسيتها الانفتاحية، وعلامة للتغيير الذي بدأ بالتزامن مع الحرب الباردة بين الدولتين، أمريكا وروسيا.

وصف أحد الصحفيين مشهد اكتظاظ الشراء، بدخول الفظاظة التجارية إلى البلدة الهادئة، والمعروفة بالمطاعم الكلاسيكية، واصفا افتتاح مطعم المأكولات الشهير بوصول البرجماتية الأمريكية إلى الطعام ومعدة المواطن الروسي، واضعا اللوم على شركات الغذاء في روسيا، وافتقادها لأسلوب الدعاية الصحيح لجذب المستهلك، وأن افتتاح المطعم الأمريكي حزين وتحدي في نفس الوقت.

وصف عدد من المحللين افتتاح مطعم ماكدونالدز أيضا، بأن المستهلك الروسي يرى لأول مرة المستقبل من خلال معدته، خاصة في الوقت الذي شهد تفكك الاتحاد السوفيتي، واستقلال عدد من الجمهوريات عنه، في الوقت الذي لم ير رواد المطعم في ذلك الافتتاح سوى وجبة شهية، تخفف عنهم وطأة مشكلات اقتصادية وبعض من الإضراب الداخلي.

الطوابير إلى ماكدونالدز لم تتوقف في يومه الأول، 31 يناير 1990، وإنما امتد إلى عدة أسابيع، وزاد العدد في سنوات، لتبدأ عقبها سلسلة مطاعم المأكولات السريعة في تدشين فروعها الأولى بروسيا، وقت أن اعتبره عدد من صغار السن من الشباب كتبوا عن ذكرياتهم في مدونات إلكترونية، بأن زيارة ماكدونالدز كان نافذة إلى العالم، "ماكدونالد كان يمثل التغيير الذي كنا ننتظره".