القاهرة على موعد مع أهم حدث ثقافي في التاسعة صباح اليوم الأربعاء، مع افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين، التي من المقرر أن يفتتحها وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد، في مقر أرض المعارض بمدينة نصر.

وتحت شعار "الثقافة والتجديد" ستكون المملكة العربية السعودية هي ضيف شرف هذه الدورة.

ويشارك فى الدورة الجديدة للمعرض ـ الذي يقام على مساحة 50 ألف متر مربع ويضم 48 جناحا 26 دولة منها 19 دولة عربية وأفريقية و7 دول أجنبية و850 ناشرا عربيا.

وأوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد، أن هذا المعرض له أهمية خاصة من عدة أوجه، نظرا لإسهامه في استعادة مصر دورها الثقافي في المنطقة، علاوة على أنه تمت دعوة نخبة من الكتاب والمفكرين العرب والأوروبيين البارزين للمشاركة في الفعاليات، من بينهم الشاعر السوري أدونيس، وأحمد السعداوي من العراق، وعلي حرب من لبنان، وحيدر إبراهيم من السودان، ورجاء بن سلامة من تونس، والمفكر الفرنسي آلان جريش.

وتحتفي هذه الدورة بالفنانة الراحلة فاتن حمامة، والمخرج الراحل صلاح أبوسيف، وبمئوية زكريا الحجاوي.

ناشرون من الهند

وقد شارك 16 ناشرا من دولة الهند لأول مرة بعد ثورة 25 يناير، وكان من المقرر افتتاح جناح دولة الهند صباح اليوم لكن تم تأجيل الافتتاح.

المنسق الإعلامي والصحفي للسفير الهندي أحمد إبراهيم، قال لـ"دوت مصر": إن افتتاح الجناح الهندي سيتم تأجيله بسبب تجهيزات الناشرين الهنود والمطبوعات التي لم تصل حتى الآن.

ونفى إبراهيم وجود أي تخوفات من الجانب الهندي بسبب الأحداث السياسية الساخنة في مصر، قائلا سيتم الإعلان عن موعد الافتتاح خلال 48 ساعة.

إقبال نحو المعرفة

ومن جانبه أكد المدير العام لدار "صفصافة" للنشر، محمد البعلي، أنه سيتم افتتاح المعرض للجمهور اليوم الأربعاء، بعد الثالثة ظهرا.

وحول إقبال الشباب على القراءة أوضح أن الثقافة تتمدد في المجتمع والإقبال نحو المعرفة في ارتفاع، وينعكس هذا على زيادة العناوين المنشورة في كل عام مع ارتفاع مبيعات الكتب.

وقال البعلي إن هناك تخوفا من قبل الناشرين بسبب التوترات والاشتباكات والقلق في مصر، بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير.

ولفت إلى أن مصر تمر حاليا بفترة تحول بسبب الاتساع الكبير لشريحة مستهلكيها، ومن الممكن أن يؤثر هذا على قيمة الثقافة ومستواها، لكن تظل هناك فرصة لوصول الثقافة الرفيعة وما يصاحبها من قيم عليا لشريحة أوسع من المجتمع.

لا توجد مخاوف

ورفض مدير عام دار "سنابل" للنشر أحمد مرجان، وجود مخاوف من اشتباكات أو شغب من الأساس، قائلا المخاوف محدودة، والحياة ستستمر ومن الأفضل أن نعمل بدون قلق، مضيفا أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو عرس ثقافي مهم وعلينا أن نتواجد جميعا.

وعن فعاليات الدار قال ستبدأ يوم 4 فبراير، موضحا أن سنابل دعت عددا من الكتاب العرب والأجانب للمشاركة في الفعاليات لتثبت للعالم كله أن مصر هي بلد الأمان.

وحول اتجاهات الأدب في السنين الأخيرة أوضح أن نوعية القارئ هي التي تحدد ذلك، وهناك مجموعة من الشباب الجدد غيروا موجات الثقافة بعد الثورة، وهذا لا يعني أن هناك أدبا أفضل من الآخر لكنها اتجاهات عامة، والناشر عادة يسير حسب المطلوب.

 من جهته نفى مدير عام دار "روافد" إسلام عبد المعطي، ما يتردد عن وجود تهديدات أو مخاوف مع بداية المعرض التي تتزامن مع ذكرى جمعة الغضب الرابعة، وقال إن الأمور تسير بشكل طبيعي.

وقال عبد المعطي إن هناك مشروعا جديدا لأول مرة بمثابة مساهمة في توفير نسخ بأسعار مناسبة، وهو عبارة عن سلسلتين من حجم قطع الجيب الصغير، قامت روافد بإصدارهما، وصدر منها حتى الآن 8 أعداد "كراسات ماركسية" لتعيد نشر التراث الماركسي بحكم أن هناك قطاعا كبيرا من الشباب لديه اتجاهات يسارية.

دور النشر مستعدة

على صعيد متصل، تواصل دور النشر المصرية والأجنبية المشاركة في المعرض استعداداتها حتى اللحظة الحالية لاستقبال الجماهير، اليوم في الثالثة ظهرا.

وتحتفل دار "أطلس" للنشر والإنتاج الإعلامي بمرور عشر سنوات مع الكاتب عمر طاهر، الذي نشر أول أعماله "شكلها باظت"، وتربع على عرش الأكثر مبيعا على مدار سنوات متتالية، وفي تقليد جديد تقدم الدار مغلفا يحتوي على مجموعة من الإصدارات بسعر مخفض، وتتنافس دور نشر أخرى في تقديم عروض جديدة غير مسبوقة، ومجموعات بأسعار مختلفة لتناسب شرائح القراء المختلفة.