لماذا يقبل الناس بعضهم بعضا؟
لا تنحصر القبلات فقط بين الأزواج أو الأحباء، بل إن القبلات لغة عالمية، حيث يقبل الناس بعضهم بعضا للتعبير عن التحية أو الحب أو كبداية للإثارة الجنسية، فحينما تقبل أحدا فإن مجموعة من التفاعلات الكيميائية في العقل والجسم لتجلب هذه الإثارة، حسبما ذكرت الكاتبة جينيفر فيردولين في مقال لها نشرته مجلة Psychology Today العلمية، وتضيف الأستاذة المتخصصة في السلوك الحيواني أن القبلة على الخد في الكثير من الثقافات هي تعبير عن "مرحبا" أو "وداعا".
وتضيف الكاتبة أن الكثير من الأنواع الحيوانية تحيي بعضها بعضا بقبلة أو بالشم، وأن هذه هي طريقتهم في تبادل المعلومات عن بعضهم بعضا، والتي تضمن معلومات عن من هم؟ وهل هم أصحاء أم لا؟ وما هو مستوى الهرمونات لديهم؟ وأين كانوا؟ وما الذي أكلوه؟
تؤكد الكاتبة أن كل هذه المعلومات التي نحصل عليها من قبلة بسيطة تجعلنا لا نستطيع أن نبخس حق القبلات، فما يحدث مع الحيوان يحدث مع الإنسان، حيث لا يضاهي شيئا أهمية القبلة الأولى بين الناس، والتي باستطاعتها أن تثير صاحبها وأن تستجلب أيضا هذا الإحساس الرائع بالرومانسية والحب.
وتشير الكاتبة إلى أن الدراسات تؤكد أن القبلة عبر اللمس والطعم والرائحة تساعدنا على تقييم هذا الشريك المحتمل، وإمكانية استمرارنا معه من عدمه، ويرى العلماء أن القبلات تساعدنا عبر اللعاب في الحصول على معلومات كثيرة عن الشريك المحتمل، والتي تضمن مستوى الهرمونات لديه وصحته، وأيضا التوافق الجيني، مضيفة أننا نعرف أيضا عبر القبلات هل هذا الشريك المحتمل يستطيع أن يقبل باحترافية أم لا.
وتستطرد الكاتبة قائلة إنه ليست كل الحضارات الإنسانية تقبل بعضها بالفم كدليل على الحب، ففي مصر القديمة وحضارات أخرى، ما زال بعضها موجودا حتى اليوم كالإسكيمو، يشم الناس أنفاس بعضهم بعضا ويلعقون وجوه بعضهم، أو ببساطة يلمسون وجوه بعضهم بعضا كطريقة ليظهروا حبه لبعضهم بعضا.
وأخيرا تشدد الباحثة أنه، وبصرف النظر عن شكل القبلة التي تقبلها، فأنه ما دمت قد اخترت هذا الشريك وأقمت معه علاقة فالقبلات ستساعدك على الحفاظ عليه وتقوية العلاقة بينكما، ولذا فلا تتوقف أبدا عن تقبيل شريكك بأي طريقة تريدها عبر الفم أو شم بعضكما بعضا أو عبر ملامسة الأنف، فالإضافة إلى استطاعتك التعرف أكثر على شريكك عبر القبلات، فأنها قادرة أيضا على تحريك مشاعرك وإثارتك جنسيا.