التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:19 م , بتوقيت القاهرة

ماذا تفعل لو كنت مكاني؟

ماذا تفعل لو أنك تحيا في بلد، اختلطت فيه كل المسميات؟ الحابل بالنابل..كما يقولون؟ تنام ليلاً وأنت تحمد الله أن اليوم قد مر بسلام، ثم تصحو في الصباح لتتوجس مما سيحمله اليوم  الذي لم يبدأ بعد من مصائب! 


بالطبع الحمدلله دائماً على نعمه، والحمد لله قبل النوم، والحمد لله عندما نصحو على منحة اليوم الجديد؛ لكن هل هذا هو حال كل شعوب العالم، هل أغلى ما يحظى به الفرد فيهم عندما يضع رأسه على وسادته فى نهاية اليوم، هو أنه قد فر من يومه بسلام؟ هل هذا هو أقصى طموح الإنسان العادى؟ هل يجب أن تدور محاور أحلامنا حول النجاة من يومٍ عشناه! أو تمني السلامة من يومٍ سنعيشه ؟!


بكل تأكيد لا، هذا هو حال المصريين، وربما أن هناك شعوبًا تعيش أسوأ من ظروفنا - بكل تأكيد – لكن المؤكد أيضًا، أن هناك شعوباً أكثر، تعيش أفضل من ظروفنا، وربما أن أحوالنا بالنسبة لهم هي محض خيال.


المصيبة من وجهة نظرى، أننا نبحث عن النكد أينما كان، نتوجس عندما نضحك، ونكتنز المال لا ننفقه إذا كسبنا أكثر مما هو معتاد، نتحسب للغد ولا نتفائل به، نخطط لمستقبل أبنائنا في عالم  لا يعرف الثبات، وياليتنا نخطط لهم بأن نرسم خطوطًا عريضة للنجاح، وندفعهم للبحث عن السعادة.


 نحن بدلاً عن ذلك نشترى لهم العقارات، أو نمنحهم أرصدة في البنوك، سيحرصون بدورهم على توريثها لأبنائهم، الدائرة مغلقة ومفرغة، لا نحن سعداء ولا ننتظر الفرح، نترقب المصائب التي لا بد ستأتي، وهي حين تأتي بالطبع لا تحل فرادى، لا نقتنص اللحظة لنحيا، ونعتبر أن المستقبل شر لا بد منه.


هذه هي العقلية التي تحكم مسيرة حياتنا، لا فرق بين مواطن وآخر، غني وفقير، متعلم وجاهل، أعلى السلم الاجتماعى وأدناه، صاحب سلطة وراضخ للسلطة؛ ثم نتفاجأ بما تؤول إليه أحوالنا، من يصل لنهاية الطريق يسلم مفتاح التعاسة لمن لا يزال فى البداية ، وهو بدوره يحرص على إعادة إنتاج الألم.


هل تعلمون أنه في بلدان أخرى، ينام المواطنون على أخبار حلوة، وفى الصباح يبتسمون ويكملون حياتهم، آملين أن يتلقوا مزيدًا من الفرح، وأن يحظى أبناؤهم بالأفضل!


لو أنك مثلي تحيا فى بلدٍ كهذا، ماذا كنت لتفعل لتنجو بنفسك من دائرة النكد المغلقة؟ ماذا تفعل لو كنت مكانى؟