التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:10 م , بتوقيت القاهرة

حوار| أحمد عبدالعزيز: ثورة 25 يناير "لبستنا في الحيط"

لم يكن يعلم أن طريق المسرح الذي عرفه في الجامعة سيقوده إلى كل هذا التألق، خاصة في أعمال تليفزيونية حققت له نجومية كبيرة.. فهو منصور المغازي في سوق العصر، والبدري بدار في ذئاب الجبل، ويوسف عباس الضو في المال والبنون، وأبوزيد الهلالي في السيرة الهلالية.


بعد غياب 18 عاما عن السينما، عاد من جديد ليطرق "حديد"، ومن أجله جازف بإنتاج السبكي، وتعاقد على مسلسلين ويتشاور على ثالث.. الفنان أحمد عبدالعزيز في حواره لـ"دوت مصر" يتحدث عن أسباب الغياب وشكل العودة، وحقيقة إخراج المنتج محمد السبكي لفيلمه وتحمسه لمسلسلين دفعة واحدة.


في البداية.. ما سبب ابتعاد أحمد عبدالعزيز عن تقديم أعمال فنية طوال الفترة الماضية؟


آخر عمل قدمته كان مسلسلا بعنوان حارة خمس نجوم، مع المخرج أحمد صقر، ومن بعده تعددت أسباب الغياب، فمعظم أعمالي كانت بالتعاون مع التليفزيون الرسمي للدولة، سواء قطاع الإنتاج أو شركة صوت القاهرة أو مدينة الإنتاج الإعلامي.


وأضاف في ظل سنوات الغياب توقف التليفزيون عن الإنتاج، والسبب الثاني أنني اعتذرت عن العديد من الأعمال التي عرضت علي من القطاع الخاص لأنها لم تكن مناسبة، والسبب الثالث وهو سبب مهم أن اهتمامي وتركيزي وانشغالي الأكبر كان بأوضاع البلد، لأنه حدثت ثورة لبستنا في الحيط ومن بعدها عملنا ثورة ثانية.. كان هذا الكلام في الفترة ما بين 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، طوال تلك الفترة كنت أتواجد باستمرار في الشارع لمتابعة الأحداث والاهتمام الأكبر هو ما يحدث في مصر وكيف نصل بها إلى بر الأمان.



تعود في أكثر من عمل.. أخبرنا عن ملامح كل عمل على حده.. ولنبدأ بمسلسل "أريد رجلا" فماذا عنه؟


عندما قرأت السيناريو شعرت بأنه العمل الجيد الذي كنت أنتظره لأعود به من جديد، لأن المسلسل قصته مشوقة تدور في إطار درامي اجتماعي، كما أن القضايا التي يناقشها المسلسل لم تتناولها الدراما المصرية من قبل.


حيث يناقش "أريد رجلا العلاقات الأسرية إلا أن دوري في المسلسل يحمل العديد من الأبعاد، ولم يسبق أن قدمته من قبل، وأقدم من خلاله رسالة فنية مهمة، لذلك يمكنني القول أن ما جذبني هو شخصية عزت الكاتب الذي يواجه العديد من المشاكل الأسرية وخلافات مع زوجته التي تحاول السيطرة عليه، ويتلاشى الصدام معها ليس لضعفه ولكن كي تسير الأمور ويحافظ على استقرار الأسرة وابنته ويضع الأسرة في المرتبة الأولى على حساب طموحاته، وموافقتي على مسلسل أريد رجلا جاءت لشعوري بأنه مسلسل متكامل.



"أريد رجلا" مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة نور عبدالمجيد.. هل تفضل الأعمال الفنية التي تستلهم من الأعمال الأدبية؟


السيناريو المتميز سيظل هو المعيار الرئيسي الذي أختار على أساسه أدواري، والأعمال الأدبية تشكل مصدر إلهام للفنانين لتحويلها لسيناريو وتقديمها في أعمال فنية، والاعتماد على رواية أدبية لتحويله إلى عمل سينمائي أمر جيد جدا، وهناك العديد من الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أعمال تليفزيونية وسينمائية، ونحن نمتلك تراثا أدبيا كبيرا، دائما ما كان الأدب قاعدة أساسية للانطلاق نحو السينما.



وماذا عن مسلسل رنين الصمت؟


تحمست للمشاركة في مسلسل رنين الصمت لأنه يلقي الضوء على جهاز المخابرات الحربية خلال حرب الاستنزاف في سيناء، والدور الكبير الذي لعبه المجاهدون من أهل سيناء وما قدموه طوال الحروب التي خاضتها مصر، والمساعدات التي قدموها لجهاز المخابرات، ويحتوي المسلسل على اللمحات الإنسانية من خلال الدعم والاهتمام بسيناء وأهلها والعمل على تنميتها.


ولكن الدراما الجاسوسية قدمت مسبقا كثيرا.. فما الجديد الذي يحمله المسلسل؟


نقدم في المسلسل دراما جاسوسية تميل إلى الإنسانية مختلفة تماما عن تلك التي قدمت من قبل، وبعيدا عن الدراما الجاسوسية المتعارف عليها، تحتلف فيها الفكرة والمضمون وحبكة درامية جديدة، وعقدت جلسات عمل مع المخرج علي عبدالخالق لتحديد ملامح الشخصية، ولكن لا أريد كشف أي تفاصيل في الوقت الحالي، لكنني أقدم من خلال المسلسل دورا جديدا علي وهو شخصية ضابط مخابرات في سيناء، وهي شخصية ثرية لها أبعاد كثيرة ومؤثرة في الأحداث.



في 2014 تعود بفيلم ومسلسلين بعد غياب.. خططت لعودتك أم أن عودتك جاءت صدفة؟


تلقيت خلال الفترة الماضية، الكثير من العروض الدرامية والسينمائية، لم أجد فيها السيناريو المناسب ولم تجذبني ولم أشعر بأنها سوف تضيف إلى رصيدي الفني، فاعتذرت عنها.. حتى تلقيت عرضا للمشاركة في بطولة أريد رجلا ورنين الصمت.


وقد وافقت على تقديم "أريد رجلا" لطموحات وقناعة شخصية و "رنين الصمت" لتقديم ملحمة وطنية ولكن لم أتردد لحظة في الموافقة عليه، والأهم بالنسبة لأحمد عبدالعزيز في 2014 هو عودة الوطن.. عودة مصر إلى المصريين والاطمئنان عليها، ويأتي في المرتبة الثانية عودتي لاستئناف النشاط الفني.


ألم تقلق على نجوميتك ومشوارك الفني بعد عودتك بفيلم للسبكي "حديد"؟


لا أخفي عليك سرا أنني في البداية كنت قلقا، ولكن عندما قرأت السيناريو جذبني إليه وأعجبت بفكرته وتعلقت بشخصية ماجد الحريرى، وهي شحصية جديدة لم يشاهدني فيها الجمهور من قبل، وكذلك الممثل عمرو سعد الذي أحرص على متابعته والعمل معه لأنه فنان ناجح وأثق في اختيارته الفنية.



علمنا أن مخرج فيلم "حديد" أحمد البدري.. كان مخرجا على الورق فقط أما المخرج الفعلي هو المنتج محمد السبكي.. هل كنت على علم منذ البداية أم أنك تفاجأت بفعلة السبكي خاصة بعد رفض نقابة المهن السينمائية إخراج السبكي للفيلم؟


كنت على علم من البداية بأن السبكي هو من سيخرج الفيلم منذ بداية العقد، ورغم ذلك وافقت ولكن وضعت ملاحضات على السيناريو، ولم أقلق لأنني أعلم بأن محمد السبكي له باع في مجال العمل السينمائي.



الجمهور مازال يتذكر أعمالك ويعرفونك بأسماء شخصيات قدمتها.. أما الآن الجمهور ينسي الفيلم قبل الخروج من قاعات السينما.. كيف تنجح في ذلك؟


لم أنجح في ذلك إنما العمل الفني إما أن يكون عملا خالدا أو عاديا، العمل الفني العادي هو ما ينساه الجمهور مع مرور الأيام، وعندما يكن سيئا ينساه الجمهور بمجرد ما يخرج من السينما كما ذكرت، وعندما يكون مصنوعا بشكل جيد ويحتوي على قيم فنية وجمالية وعقلية عالية هذا لا ينسى ويكون خالدا.


والحمد لله أنا لدي أعمال كانت تحتوي على هذه القيم سواء في الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، وبالتالي احتفطت بها وعندما يجدها الجمهور مرة ثانية ويشاهدها سيجد نفس القيم، وهناك الكثير من الجمهور يقول لي نحن نستمع إلى المسلسل كأننا نشاهده لأول مرة، ونستمع للمسلسل ولا نشاهده، وإذا لاحظت أن هذا يشير إلى أن الأهم بالنسبة للجمهور هو الكلام والسيناريو والأدب، وفي النهاية المسلسل الجيد المتكامل العناصر قادر على إثبات نفسه على الساحة والوصول إلى المشاهدين.



أحمد عبدالعزيز يطل في جميع أعماله بنفس اللوك إلا أنه يحقق نجاحا جماهيريا كبيرا.. كيف تحقق تلك المعادلة؟


هذا يرجع إلى تجسيد الشخصية وليس خارجها على مستوى الأداء، وينبغي على الفنان أن يهتم بالأبعاد الداخلية للشخصية، نعم ظاهر الشخصية مهم ولكن الأهم هو داخل الشخصية، البعد الداخلي وليس الخارجي.


الجمهور يتفاعل أكثر مع الداخل ولا يهمه الشكل، لأن الشكل هو عنصر مكمل ومساعد، إنما الأساس للجمهور في تلقيهم هو البعد الداخلي، مثل أن تكون الشخصية عصبي، حقود، غيور، طيب القلب، قاسي ومتسامح إلى حد معين وهكذا.


ما الجديد لديك؟


أقرأ حاليا مسلسلا بعنوان "مملكة يوسف المغربي"، تأليف حمدي يوسف، وإخراج عادل الأعصر، لا أعرف تفاصيله، أرسلوا لي السيناريو منذ فترة، والمسلسل توقف بشكل مفاجئ ولم أعد أعرف مصيره.