التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:15 م , بتوقيت القاهرة

"بتوقيت القاهرة" 6 شخصيات تكشف حال المجتمع (ريفيو)

استهل موسم منتصف العام الدراسي عروضه ببداية قوية ومميزة لفيلم "بتوقيت القاهرة" الذي يجمع جيلين من نجوم السينما المصرية، وشهد الفيلم مباراة في التمثيل بين جيل الكبار الذي يمثله الفنان نور الشريف والفنانة ميرفت أمين والفنان سمير صبري، وجيل الشباب الذي يمثله شريف رمزي وآيتن عامر وكندة علوش ودرة وكريم قاسم.


ونجح مخرج الفيلم أمير رمسيس في رسم صورة سينمائية تدور في يوم واحد، وتعبر عن الواقع الذي نعيشه حاليا علي المستوى المصري والعربي في تناغم من خلال 3 حكايات تبدأ بشخصية "يحيى" التي تُعيد الفنان "نور الشريف" للسينما بعد غياب 6 سنوات.


ويعتمد الفيلم علي ثلاث محاور الأول يظهر خلاله الفنان نور الشريف في شخصية "يحيى" مريض الزهايمر والد الشاب المتشدد دينيا والفتاة التي ترتبط به روحيا "أميرة" -درة-، وينطلق "يحيى" في رحلة للبحث عن حبيبته بعد أن اعتدى عليه نجله رغم تفاقم حالته الصحية وإصابته بالزهايمر ومعايرته بمرضه وإنفاقه عليه وعدم قدرته علي تذكر حياته السابقة، وخلال الرحلة يلتقي بـ "حازم" –شريف رمزي- تاجر المخدرات الشاب الذي يتورط في علاقة مشبوهة مع عدد من المجرمين ويحاول الهرب من الإسكندرية إلي القاهرة.


وبموازاة ذلك تبحث الفنانة المعتزلة "ليلى" – ميرفت أمين- عن زميلها "سامح" – إلي أن تعثر عليه، لتُبرز الأحداث ظاهرة الفتاوى المتشددة وتسخر منها من خلال الفنانة المعتزلة التي تذهب لزميلها القديم لتطالب الطلاق منه لأن مشايخ الفضائيات أفتت بأن زواجهما في أفلام السينما زواج شرعي شهد الجمهور عليه، رغم اختلاف ديانة كل منهما.


أما الحكاية الثالثة فتقدمها فتاة تدعى "سلمى" –آيتن عامر- توافق على زيارة حبيبها بشقته لتقيم معه علاقة جسدية، وتظهر الأحداث تناقض النفس البشرية والصراعات التي يحملها كل منهما داخله وما ينتج عن ذلك من توتر رغم صدق المشاعر، والخطوط الحمراء التي وضعتها ازدواجية، والخوف من رد فعل المجتمع في حال انكشف أمر هذه العلاقة الجسدية وفي النهاية تفشل في حسم نزاع الرغبة والخوف وتُعلن انهاء علاقة حب استمرت بينهما 3 سنوات.


وتميز الفيلم بشكل عام بدراما غير تقليدية تتناول العمق النفسي والإنساني داخل النفس البشرية، حيث تحمل أحداثه عدد كبير من اللحظات الإنسانية التي تكشف حال النفس البشرية ظهرت بقوة في مشهد "يحيى" ونجلته "أميرة" بعدما تنكر منها ليبعدها عن المشاكل التي يتعرض لها، وكذلك المشاهد التي جمعت "سامح" و"ليلى" وهم يسترجعون مشاهد أفلامهم الرومانسية وحنينهم لظهور هذه المشاهد في واقعهم، وكذلك مشاعر "يحيى" تجاه من أساءوا له وتذكره للمواقف الجيدة التي مر بها معهم رغم مرضه بالزهايمر.



ويعد فيلم "بتوقيت القاهرة" ميلاد حقيقي لمخرجه أمير رمسيس، رغم أن الفيلم هو التجربة الرابعة له في مجال الأفلام الروائية الطويلة بعد أن قدم من قبل أفلام "كشف حساب"  و"آخر الدنيا" و"ورقة شفرة"، حيث برع في تقديم صورة سينمائية تبرز مشاعر إنسانية عديدة وتُبرز الواقع بشكل أمتع مشاهدي الفيلم.


ونجح أمير رمسيس في توظيف أغنيات شادية وموسيقى "خالد حماد" ومشاهد الفنانة ميرفت أمين والفنان سمير صبري السينمائية خلال أحداث فيلمه "بتوقيت القاهرة"، ورسم صورة معبرة لحياة 6 شخصيات متفرقة تجمعها لحظات إنسانية عميقة في نهاية الفيلم.


وبرع الفنان "نور الشريف" في تقديمه لشخصية "يحيى" العجوز المصاب بالزهايمر الذي يرصد حالة استثنائية انسانيا تتسم بالمرح رغم ما يحيط بها، كما نجح الفنان "سمير صبري" في تقديم صورة الفنان العجوز المتصابي الذي يعاني من بعد نجله عنه وعدم تذكره له.


وتميزت الفنانة "ميرفت أمين" بالبساطة في تقديم الفنانة المعتزلة التي تحمل داخلها قلب أم لم تنس أن لها قلب ما زال ينبض بالحب، أما "كريم قاسم" فاتسم أدائه بالتلقائية والمرح التي تعبر عن حال الشباب في الوقت الحالي.


وبرعت "آيتن عامر" في تجسيد شخصية الفتاة المصرية المليئة بالمشاعر المتناقضة وأثبتت أنها موهبة قادرة علي منافسة جيلها بعيدا عن الأفلام الخفيفة التي ظهرت بها في الفترة الأخيرة.


كما نجح "شريف رمزي" في خلق حالة متفردة من المغامرة والمشاعر خلال رحلته مع "يحيى"، وتميز أيضا الفنان "بيومي فؤاد" في تقديم صورة مختلفة لشخصية ضابط مباحث الآداب، ورغم صغر مساحة الشخصيات التي قدمتها "درة" و"كندة علوش"، إلا أن كل منهما نجح في تقديم صورة جديدة لم يشاهدها المشاهد من قبل.