كيف يرى قراء "إندبندنت" حادث "شارلي إبدو"؟
فكتب بول هونيجمان، من بلدة بيكونسفيلد، يقول إنه على الرغم من بشاعة ما حدث في باريس، إلا أنه ليس من المستحب أن يتم تضخيم الحادث وسبغ صفات بطولية على الضحايا وكأنهم أبطال مدافعين عن حرية التعبير.
ويرى هونيجمان أن حرية التعبير تعد حقا ومسؤولية في نفس الوقت، فحسبما يقول إنه من المقبول السخرية من الزعماء والقادة ورجال الدين ولكنه ليس من المقبول السخرية من الأنبياء مثل النبي محمد والسيد المسيح، فـ"شارلي إبدو"، في نظره جرحت مشاعر الملايين من المسلمين الذين ليس لهم أدنى علاقة بالإرهاب.
ويعتقد هونيجمان أن رسومات "شارلي إبدو" وتأييد المثقفين لها جاء من منظور فوقي استعلائي يرون فيه إهانة الآخرين مسألة تجوز لهم باعتبار أن الآخر هو الأدنى فكريا.
في المقابل انتقد دنكان تور، من مقاطعة كنت، الآراء التي تقول إن رسامي شارلي يتحملون مسؤولية ما جرى لهم، وأنهم أخطأوا بإهانة الإسلام، وشبه أصحاب هذا الرأي بمن يتهم ضحايا الاغتصاب بالتسبب في وقوع جرائم الاغتصاب ضدهم بسبب ارتدائهم ملابس مثيرة أو السهر خارج المنزل طوال الليل. وأضاف تور أن التفكير بهذه الطريقة يعطي "المعاتيه" مجالا لتبرير أفعالهم البشعة تجاه الغرب ومواطنيه.
ويتفق أندرو شوفيلد، من لندن، مع تور، حيث يعتقد أن "شارلي" تعرضت لهذه الهجمة لأن إدارتها كانت تتحلى بالشجاعة في التعبير عن رأيها بينما كانت بقية الصحافة الأوروبي تختبأ خوفا وجبنا من المتشددين الذين هاجموا فرنسا لأنها منعت النقاب الذي خشت منعه دول أخرى في أوروبا.
وكتب كريس هولدن، من لندن، يقول إن المسيرة التي شهدتها باريس تضامنا مع ضحايا الهجمات تذكره بالمسيرة التي شهدتها لندن، والتي احتج فيها 2 مليون شخص على الحرب في العراق، وبقية المسيرات التي شهدها الغرب ضد الحرب في العراق في 2003، وأضاف كريس "ربما لو استمع قادة العالم حينها لتلك لأصوات الاحتجاجات لما اضطروا إلى السير في مسيرة باريس الأخيرة".
بينما طالب لؤي الريماوي، من بيتربورو، السلطات البريطانية بتشديد الإجراءات الأمنية وتدعيم الدور المخابراتي، وانتقد ما أسماه بلامبالاة المؤسسة الدينية الإسلامية في بريطانيا في مواجهة الفكر المتشدد، حيث طالبها الريماوي بالقيام بدور فعال في التصدي للأفكار التحريضية بدلا من الاكتفاء ببيانات وتصريحات التنديد والاستهجان.