التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:29 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| كتيبات تعليم اللغات في مصر.. لف وارجع تاني!

أصبح تعلم اللغات من القضايا التي تشغل بال الكثيرين في الفترة الأخيرة، لارتباطه بزيادة الفرصة في الحصول على وظيفة مرموقة. وتتعدد طرق إتقان اللغات بين حضور الكورسات، والاعتماد على بعض مواقع الإنترنت، أو شراء كتيبات من تلك التي تدّعي قدرتها على تعليمك أي لغة في 24 ساعة! 

الغريب، أن بعض هذه الكتيبات ليست فقط عاجزة عن إمدادك بسبل إتقان اللغة، لكنها أيضا تزوّدك بمعلومات خاطئة تماما عنها، وتصعّب عليك المهمة، من حيث لا تحتسب أو تتوقع!

ويثور هنا سؤال عن دور الدولة - التي تضع التعليم على رأس أولوياتها طوال الوقت- في التصدي لمثل هذه الكتيبات، التي تشوّه فكرة التعليم وتزيد جهل  من يقتنيها، بل وتزرع في ذهنه معلومات مغلوطة، كتلك التي تتحدث عن مدينة القدس ومسجد قبة الصخرة باعتبارهما جزءا من دولة إسرائيل، عكس ما يحارب حكام ومواطني الدول العربية لإقراره من أن "القدس عربية الهوية وتضم كل الأديان"، وهي أحد أشهر الجمل التي استخدمها الرئيس الراحل أنور السادات، في الاعتراض على رئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحم بيجن، في سبعينيات القرن الماضي، على ضم القدس.

bout JW Player 6.11.4923 (Premium edition)

 

 

العميد مازن عبدالشافي، من شرطة المصنفات الفنية التابعة لوزارة الداخلية، أكد في تصريحات لـ"دوت مصر"، "أنه لا سلطة له على مراقبة ومراجعة محتوى أي مصنف فني، طالما حصل على رقم إيداع من دار الوثائق والكتب المصرية، التي تسمح بنشر المحتوى أو رفضه، موضحا أنه طالما لا تتضمن هذه الكتيبات نصوصا دينية، لا يمكن مصادرتها أو اتخاذ أي إجراء قانوني بشأنها، تماشيا مع حرية الرأي والتعبير، إلا إذا رأت أجهزة أمنية أخرى، كجهاز الأمن الوطني، ضرورة لمنعها، إذا كان المحتوى به ضرر فعلي على المجتمع".

أحد مسؤولي دور النشر التي تصدر هذه الكتيبات التعليمية، أقر في تصريحات لـ"دوت مصر"، بتوافر كتيبات تعليمية لديهم للغات الإنجليزية والإيطالية والعبرية، وغيرها، إلا أنه رفض ذكر عنوان الدار، مشيرا إلى أن جميع أنواع التعامل التجاري يكون من خلال المنفذ الوحيد، الذي يوزع هذه الكتيبات، وهو مكتبه بسور الأزبكية.

عبد العزيز صبحي، مترجم لغة عبرية، أوضح أن الكتيبات إنتاج "بير السلم"، على حد قوله، وهي تشوّه اللغة، ولا تعلم شيئا، لافتا إلى أن دور النشر توهم القاريء بصحة محتواها بكتابة عبارة "طبعة منقحة" على غلافها الخارجي، دون توضيح المصادر التي راجعتها وقيّمتها، إضافة إلى أنها ?مليئة بأخطاء فادحة، وغير معروف هوية القائم على تأليفها وكتابتها، وهو ما يجعل المتعلم لا يزداد إلا جهلا!