التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:00 م , بتوقيت القاهرة

صور| هل يحرم القرآن والسنة رسم النبي محمد؟

عقب المذبحة التي جرت في مقر صحيفة "شارلي إبدو" في باريس، أصبح هناك سؤال يُطرح، وهو هل رسم وصور النبي محمد محرمة في الإسلام أم لا؟


وتوضح الباحثة في الفنون الإسلامية والصور عن النبي محمد، كريستيان جروبر، في تقرير لها على صحيفة "نيوزويك"، أن الإجابة على هذا السؤال ببساطة واختصار هي "لا"، فالقرآن لا يحرم التصوير التشبيهي -التمثيلي، فهو يحرم عبادة الأصنام، التي هي عبارة عن  تجسيد ملموس للمعتقدات الوثنية التي استبدلها الإسلام عند ظهوره في القرن السابع الميلادي، كعقيدة توحيد خالص.


والأهم من ذلك، أن الأحاديث النبوية لا تقدم لنا إلا صورة مبهمة عنه في أحسن الأحوال، وإذا ما انتقلنا إلى الشريعة الإسلامية، فلن نتمكن من إيجاد أي حكم شرعي واحد أو فتوى واحدة، خلال معظم فترة التاريخ الإسلامي، تحرم التصوير تلميحا أو تصريحا، بما فيها صور النبي محمد ذاته، في حين أن الفتاوي التي ظهرت على الإنترنت مؤخرا كانت أقرب إلى الحظر وكانت مبنية على فتوى لحركة طالبان في 2001 التي دمرت تماثيل بوذا في مدينة باميان بأفغانستان.


وقضت طالبان في هذه الفتوى أن كل التماثيل وأماكن إقامة الشعائر غير الإسلامية لا بد أن تهدم، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الفتوى حديثة العهد لم تقل قولا شافيا، فيما يخص مسألة الصور والتماثيل في الإسلام، والتي على العكس قد اعتبرها الفقيه المصري في القرن التاسع عشر، الإمام محمد عبده، مفيدة وتربوية على السواء.


وخلاصة الأمر أن البحث في حظر صور النبي محمد في النصوص الإسلامية الحديثة لن يثبت بالقطع نتيجة واحدة، وعلى الرغم من أن الإسلام يوصف بأنه معتقد فإنه لا يشجع رسم الصور إلا أن الرسم التصويري أصبح ركيزة أساسية من ركائز التعبير في الفن الإسلامي، خصوصا في سياقات دنيوية، حيث نرى اليوم التماثيل والدمى والكثير من أشكال الفن التصويري الأخرى التي تملأ غالبية بلاد المسلمين، حسبما تقول المجلة الأمريكية.


وخلال 7 قرون ماضية، أنتج العالم الإسلامي خلال الحقبتين التركية والفارسية (شيعة وسنة) العديد من الصور والنصوص الشعرية والتاريخية التي تتضمن وصفا جميلا للنبي محمد، هذه الصور العديدة لم تكن فقط لتخليد النبي، ولكنها أيضا كانت فرصا ومحاور أساسية للتعبد، كما كان في الكثير من احتفالات المولد النبوي والزيارات إلى المقابر في المدينة المنورة.



وتصوير النبي محمد في التقليد الإسلامي تنوع باختلاف الأزمنة، فخلال القرن الـ14 ظهرت العديد من الرسومات والتصاوير الفارسية، والتي تصور النبي محمد وكأنه قائد يجلس على العرش وتحيطه الملائكة والصحابة.




وخلال العصور الوسطى، ظهرت رسومات للنبي محمد إلى جانب العديد من الأنبياء، فخلال القرن الـ16 تم العثور على كتاب تحت اسم نصوص "قصص الأنبياء"، والتي نشرت صورا تقليدية للنبي محمد برفقة عيسى.



كما ظهرت أيضا في نفس الحقبة، صورة أخرى للنبي محمد يجلس وحوله الكثير من الأنبياء من نسل النبي إبراهيم.


وفي أعقاب عام 1500، حدث تحول كبير، فيما يخص صور النبي محمد، على الجانبين الشيعي الفارسي والعثماني السني، فقد أصبح ملامح وجه النبي مغطاة بحجاب أبيض، بينما كسيت بقية جسده بشعلة ذهبية كبيرة.



بينما  تظهر "المقتنيات المباركة" للنبي، التي صنعت في إيران، خلال القرن 19 و20، النبي في شكله الجسدي الكامل، وأنه مبارك من قبل الإله عن طريق رمز لشعلة الذهبية.