في ذكرى ميلادها.. لماذا أعدمت جان دارك؟
كانت تؤمن أن الله خلقها لقيادة فرنسا في مواجهة الانجليز، وبالفعل، استطاعت جان دارك، الفتاة التي تنكرت في زي الرجال، من إنقاذ مدينة أورليانز الفرنسية المحاصرة، لكن حكايتنا هنا ليست تاريخية عن بطولات جان دارك، ولكن في ذكرى ميلادها، تعرف على السبب وراء إعدام البطلة الفرنسية.
في ديسمبر 2010، انتشر مقطع فيديو على اليوتيوب خاص بجلد فتاة سودانية بحكم من المحكمة، بسبب ارتكابها فعلا فاضحا، كان هذا الفعل هو ارتداؤها للبنطلون، في أزمنة أخرى كان هذا الجرم يؤدي إلى عقوبة الإعدام، لكن ما علاقة الحادثة السودانية بالبطلة الفرنسية جان دارك؟
تقول الأسطورة إن إعدام جان دارك جاء بسبب قيادتها للفرنسيين ضد الانجليز، وهذا حقيقي في ظاهر الأمر، لكن من ناحية أخرى، الأمر مختلف تماما.
فعندما تمت محاكمة جان دارك، كانت الكنيسة الكاثوليكية هي من فتحت باب المحاكمة، لم تسمح لها بالدفاع عن نفسها، وتم إعدامها، ليس لأنها ادعت أنها تسمع صوت الله، ولا لأنها قتلت الانجليز، تم حرق جان دارك بسبب بدعة ابتدعتها، وهي التشبه بالرجال، أولا لأنها تنكرت في زي الفرسان الرجال وحاربت مثلهم، لهذا تم عقابها بالحرق، طلبت جان دارك أن تكون وجبتها الأخيرة هي القربان المقدس، الخبز في العقيدة المسيحية، خبز يجهز في الكنيسة، ولكن الكنيسة رفضت طلبها، حتى لا تنال الرحمة.
الغريب في الحكاية أن بعد 25 عاما من إعدامها، تم تبرئة جان دارك بعد طلب من الأم سانت جوان، والأغرب أن الكنيسة لم تمجد شخصية جان دارك، إلا بعد بعد 500 عام من الحادثة، تحديدا 16 مايو 1920.
ما فعلته جان دارك، ونضالها من أجل الحرية، كان له أثر أبعد من قتال الانجليز ومحاربتهم، فقد حركت المياه الراكدة في أوروبا، خاصة فيما يتعلق بحقوق وحريات النساء، ولولا جان دارك ومن مثلها، لما رأينا اليوم شخصيات مثل مارجريت ثاتشر، وميركل.
أما عن محاكمة جان دارك وإعدامها حرقا، فإنها أحد المواقف المخزية المحفورة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، مثلها مثل محاكم التفتيش، والتضييق على حرية الفكر والتعبير في الفترة القروسطية.