إنت في الكازوزة.. تعرف إيه أصلها؟
"ما أشربش الشاي أشرب أزوزة أنا"، يتذكر الجميع المقطع السابق من الأغنية بصوت "ليلى نظمي"، لكنهم ربما لا يتذكرون من أين جاءت تلك الكلمة.
أصل وصورة
على الأرجح يعود أصل الكلمة إلى فترة الاستعمار الفرنسي في مصر، وقد اشتقت الكلمة من(Boisson Gazeuse) والتي تعني المشروب الغازي، ثم خففت الجيم أو الغين في اللهجة القاهرية حتى صارت "كاف" كما في كلمة "كازوزة"، احتفظنا منها فقط بكلمة(Gazeuse) والتي تعني غازي، فصارت تطلق على مشروبات الصودا الباردة التي تباع في زجاجات مثلجة كما تقول صفحة "أصول" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
الكاتب ياسر عبداللطيف، صاحب كتاب "في الإقامة والترحال" يشير في أحد مقالاته إلى أن الشعب السكندري خفف بدوره الكاف إلى همزة، وصار يقول "أزوزة" كما جاءت في أغنية "ليلى نظمي".
وكلمة كازوزة تطلق أيضا على الغطاء الصفيح الذي يغطي الزجاجة، وفي المناطق الريفية أو الشعبية كان الأطفال يلعبون بها، في أحد تلك الألعاب كان الأطفال يرصون تلك الأغطية فوق بعضها ثم يصوب أحدهم عليها بالحجارة، ومن يطيح أكبر عدد من الأغطية يحصل على العديد من الهدايا الرمزية والعينية.
وفي رواية اللجنة يقول الأديب "صنع الله إبراهيم": "مررنا بمبنى الإذاعة والتليفزيون وذكر أن هناك مصانع أخرى لتعبئة الموز واللبن وبيبسي كولا وسفن أب"، في إشارة منه إلى أشكال العولمة في تلك الفترة وانفتاح المجتمع المصري على الشركات الأجنبية العملاقة.
الكاتب الساخر عمر طاهر في كتابه "مصري أصلي 2" يقول: "وفي عهد ما كان الثراء يقاس بقدرة الأسرة على شراء الكازوزة في أي وقت، وكانت في بداية ظهورها تستخدم كعلاج، وأصل الكلمة يعود لأيام الاحتلال الانجليزي عندما كان المشروب المثلج الوحيد المتاح هو "العرقسوس" أحبه الانجليز وأطلقوا عليه "إرك سوس" ثم حرفت الكلمة وأصبحت "كاسوس" ثم "كازوزة".
سبيروسباتس.. كازوزة النحلة
تقول الحكاية إن سبيروسباتس اليوناني جاء إلى مصر، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ودرس في المدارس المصرية وتعلم اللغة العربية وأنهى دراسته فيها، وفي عام 1920 أنشأ مصنع "سبيروسباتس" للمياه الغازية والشربات في شارع خليج الخور المتفرع من عماد الدين بالقرب من ميدان باب الحديد وسط القاهرة، واختار النحلة علامة تجارية للمصنع الجديد.
عمل الرجل في اليونان بالزراعة ومناحل العسل في جزيرة سيفالونيا اليونانية، وهي الجزيرة التي اكتسبت شهرة عالمية بأنها تنتج أجود أنواع عسل النحل في العالم، ومن هنا جاءت النحلة كعلامة تجارية للمصنع الجديد.
امتلك هذا المصنع أكثر من 150 عاملا و20 سيارة لتوزيع المنتجات من الإسكندرية حتى أسوان، واستخدموا أيضا السكك الحديدية، كانت الزجاجة تباع بـ"198" قرشا، وفي بداية الثمانينيات في مصر أغلق أكثر من 56 مصنعا أبوابه في مصر، الغريب في الأمر أن معظم المصريين كانوا يخلطون بين شعارها على كونها ذبابة أم نحلة.
معجم ومعاني
في معجم "المعاني" الكَازُوزَةُ تعني قازوزة، والقَازُوزةُ : شَرابٌ مرطِّبٌ يُتخذُ من الماء الغازي والسكر. والقَازُوزةُ أيضًا تعني الفنجانُ يُشرَبُ به الشَّرَابُ والقَازُوزةُ شَرابٌ مرطِّبٌ يُتخذُ من الماء الغازي والسكر. مازلت الكلمة تُستخدم على نطاق واسع كتعبير لفظي على الشخص المستهتر، فيقال عنه: "ده في الكازوزة".