دولة الكويت.. رائدة الثقافة والفن في الخليج العربي
ربما يختلف كل ما تعرفه عن دولة الكويت عن بدايتها وحقيقتها، فبالنسبة لك هي الدولة التي تعد من أهم منتجي ومصدري النفط، والتي تملك خامس أكبر احتياطي في العالم، ولكن ماذا حدث قبل اكتشاف النفط فيها؟ وماذا عن تاريخها وحاضرها الثقافي والفني؟
عرفت دولة الكويت في القرن السابع عشر بالقرين أو "قرن" من التل العالي، ثم طغى اسم الكويت أو "الكوت" بمعنى القلعة أو الحصن، وقبل اكتشاف النفط فيها امتهن أهلها الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وعملوا بالتجارة خاصة البحرية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، الأمر الذي ساعد على تحويل الكويت إلى مركز تجاري في شمال الخليج العربي، وجعلها ميناء رئيسيا لكل من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.
الثقافة والأدب الكويتي
تعد الثقافة الكويتية امتدادًا للثقافة الإسلامية والعربية، فقد كان لطبيعة الموقع الجغرافي الخاص بدولة الكويت الأثر الأكبر بجعل المجتمع الكويتي مجتمعاً متفتحاً متقبلاً للثقافات المحيطة به، وكان للثقافة الكويتية دور عظيم في تنمية ثقافة العالم العربي والشرق الأوسط بشكل كبير، وبالطبع كانت من أكبر هذه المساهمات "مجلة العربي"، وهي مجلة عربية كويتية مصورة تصدر عن وزارة الإعلام توجه للقارئ العربي.
ويصدر منها عدة منشورات دورية أخري مثل "العربي العلمي" و"مجلة العربي الصغير" الموجهه للأطفال وغيرها، تأسست العربي في 1958 ومنذ بدايتها تناولت أبرز المستجدات العربية والعالمية في كل مجالات الحياة، وقد شارك في كتابة مقالاتها أبرز الأدباء والمفكرين مثل عباس العقاد وطه حسين ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور وجابر عصفور وفاروق شوشه وغيرهم.
وتعتبر مجلة "العربي" الكويتية من أقدم المجلات الثقافية العربية وأهمها علي الإطلاق، فبجانب مواضيعها ومقالاتها الشيقة الثقافية والتعليمية، تقدم ندوات سنوية يدور فيها النقاش حول أبحاث الخبراء والأكاديميين المعنيين بالشأن العربي من مختلف دول العالم العربي والمهجر، ودائما ما تضم هذه الندوات شخصيات عربية هامة مؤثرة وفعالة في الثقافة العربية والعالمية.
وبجانب مجلة "العربي" هناك الكثير من المنارات الثقافية في الكويت، مثل النادي الأدبي الذي بدأ كاقتراح من مجموعة من شباب الكويت المثقفين لتأسيس ناد يجمعهم ويكون ملتقى ثقافيا لتبادل الآراء والأفكار، وإلقاء المحاضرات ونشر العلوم والمعرفة، وتم بالفعل تأسيسه في 1924، وانضم له الكثير من شباب الكويت ممن كان لهم الفضل في نهضة الكويت الثقافية.
الموسيقي والفن في دولة الكويت
بدأت الحركة الفنية في الكويت في عصر النهضة، حيث بدأ التركيز وقتها علي تطوير الحركة الفنية من المسرح إلى السينما والتلفزيون والموسيقى والفنون وغيرها.
وبالفعل بدأت هذه النهضة من كون الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، بدأ هذا التلفزيون بثه الرسمي في 1961، ويعتبر الأنجح في منطقة الخليج العربي حيث ساهم كثيرًا في تطور الدراما التلفزيونية في الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام.
وعلى الرغم من كون التجربة السينمائية تجربة متواضعة غير مكترث بها بشكل كبير وغير متطورة، إلا أن العكس تماما حدث في تجربة الدراما الكويتية التي تعتبر الأنجح في الخليج العربي، ولها جمهور واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكانت دولة الكويت هي الأولى والرائدة في هذا المجال، ومن أهم المسلسلات الكويتية "درب الزلق" و"خالتي قماشة" وأخيرا "ريحانة"
<iframe width="560" height="315" src="//www.youtube.com/embed/E32Re2DpZKk" frameborder="0" allowfullscreen>>
أما عن مجال الموسيقى، فطالما تميزت الموسيقى الكويتية بالغناء الشعبي والمواويل سواء بالفصحى أو باللهجة الشعبية، وعادة يصطحب الغناء التصفيق بجانب آلة العود التي تعتبر أهم آلة موسيقية متعارف عليها في الكويت بينما يتعامل أهل البادية مع الربابة.
<iframe width="420" height="315" src="//www.youtube.com/embed/gdwipmcCWUE" frameborder="0" allowfullscreen>>
أول كنيسة في الخليج العربي
يذكر أن أول كنيسة في الكويت والتي تعتبر أول كنيسة في الخليج العربي بنيت في 1931، وكانت تعرف قديما بـ"كنيسة المسيح"، ثم أطلق عليها الآن اسم "الأنجيلية الوطنية بالكويت"، وتم تنصيب القس عمانوئيل غريب حاليا راعيا للكنيسة كأول قس كويتي الجنسية، وأول قس خليجي معاصر، حيث كان القس المصري نبيل عطا الله يشغل المنصب قبله.