<p><span style="color: rgb(85, 85, 85); font-family: BBCNassim, arial, verdana, sans-serif; font-size: 20px; line-height: 30px; background-color: rgb(252, 252, 252);">حين يصبح الفن عقيدة، يكاد الولاء لها يبلغ مرتبة الإيمان، لا يمكنك أن تتوقع جمالًا أقل مما يصنعه فنانو "اللقطة الواحدة".. تلك المجموعة المبدعة من طلاب كلية الفنون الجميلة، الذين أخذوا على عاتقهم تخليد الجمال المحيط بهم، مهما كان بسيطًا، وحتى ولو كان غير ملحوظ للآخرين.</span></p><p style="color: rgb(85, 85, 85); font-family: BBCNassim, arial, verdana, sans-serif; font-size: 20px; line-height: 30px; background-color: rgb(252, 252, 252);">ومع صباح كل جمعة، يستعد كل منهم بحقيبته وأدواته، وفرشاته ولوحاته، ويجتمعون وينطلقون، يغوصون في أعماق القاهرة القديمة والأحياء الشعبية، ويتخذون من الأماكن المطروقة المعتادة هدفًا لهم، رغم أن المارين بها، وأغلب من يعيشون فيها، ربما لا يلحظون ما فيها من تميز بديع.<br />ولساعات.. يجلس هؤلاء الشباب لنقل ما يرونه إلى لوحاتهم، برؤية خاصة تزيح الغبار برفق عن جمال المكان وجلاله، فلا يكاد الناظر يصدق أنهم نقلوا الواقع الذي تغفل عيناه عن تأمله، واستكشافه، وحبه.</p><div><p style="color: rgb(85, 85, 85); font-family: BBCNassim, arial, verdana, sans-serif; font-size: 20px; line-height: 30px; background-color: rgb(252, 252, 252);">وفي الآونة الأخيرة، انطلق فنانو "اللقطة الواحدة" إلى منطقة "مقابر الحطابة" بالقلعة، التي تقف شاهدة على تاريخ مصر في بداية القرن العشرين، حاملة تفاصيله وأمارات تميزه، ليعملوا جميعًا على لقطة غنية بخطوطها، وتراكيبها، وملامحها، وروحها المصرية الأصيلة التي لا تضاهى.</p><div><p style="color: rgb(85, 85, 85); font-family: BBCNassim, arial, verdana, sans-serif; font-size: 20px; line-height: 30px; background-color: rgb(252, 252, 252);">وفي رحلتهم الأخيرة، رسم فنانو "اللقطة الواحدة" المقابر والمساجد الأثرية القديمة بالمنطقة، وتنوعت تقنياتهم بين الرسم والتلوين، وتوظيف الفن التشكيلي بكافة أنواعه لتخليد المشهد.. رسم بالفحم، رسم بالألوان الزيتية، أو الأكريليك.. لا تهم التقنية، ولكن جمال المكان ما يهم، وهو يستقر بصفاء في لوحة بديعة، تكاد من دقة صنعها تنقل الناظر إليها في رحلة عبر الزمان والمكان، ولكأنه يحيا الماضي العريق في لحظة، بعبقه الفخم، ورحيقه المحبب.</p></div></div>