حيتان أوركا تطارد يختا لساعات وعلماء يكشفون سر الهجمات المتكررة.. فيديو
واخترقت أسنان الحوت هيكل السفينة، بينما كانت فى طريقها إلى جبل طارق، فى الساعات الأولى من الخميس، وقال متحدث باسم خدمة الإنقاذ البحرى إن الأضرار أجبرت طاقم اليخت، الذى يبلغ ارتفاعه 20 مترا، على الاتصال بالسلطات الإسبانية لطلب المساعدة، وقامت بدورها بإرسال سفينة استجابة سريعة وطائرة هليكوبتر تحمل مضخة ماء.
ونشرت البحارة البريطانية التى كانت على متن اليخت إبريل بويز، صورا ومقاطع فيديو توثق آثار الهجوم، على حسابها على "انستجرام"، وفى أحد مقاطع الفيديو، يمكن سماعها وهى تقول: "يبدو الأمر كما لو كانوا يعضونها (السفينة)"، وأضافت "ما بدأ كلقاء فريد انتهى بقطع الأوركا للدفة، ثم شرع فى تمزيق القارب لمدة ساعة.. وجود ثقب ضخم فى الهيكل يعنى دخول المياه إلى أجزاء أخرى من اليخت وغرفة المحرك".
فى مقطع فيديو شاركته إبريل بويز، يمكن رؤية مجموعة من الحيوانات المفترسة تحيط باليخت قبالة ساحل جبل طارق، وفى المشاهد المرعبة، حيث أصبحت الحيوانات المفترسة غير مرئية الآن تحت جنح الظلام، أصبحت الهجمات أكثر تكرارا.
واستطردت معربة عن شعورها بالخوف: "يمكننى أن أقول بصراحة إنها كانت تجربة مخيفة. كلنا بأمان وأشعر بالامتنان لخفر السواحل"، ووفقا لمجموعة البحث "جى تى أو إيه" التى تتعقب مجموعات الأوركا، فإن الحادث يأتى بعد 20 حادثا على الأقل هذا الشهر وحده فى مضيق جبل طارق بين السفن الصغيرة والحيوانات البحرية الكبيرة.
وأظهرت بيانات المجموعة أنه "فى عام 2022، كان هناك 207 تفاعلات تم الإبلاغ عنها بين حيتان الأوركا والسفن"، وفى وقت سابق من مايو الجاري، عانى يخت شراعى من هجوم مماثل من 3 حيتان أوركا، على بعد نصف ميل بحرى من بارباتى، فيما لم تتمكن الجهات المختصة من سحب السفينة، حيث غمرتها المياه بالكامل وتُركت لتغرق.
وتنص الإرشادات الصادرة عن وزارة النقل الإسبانية، على أنه عندما تلاحظ السفن أى تغيير فى سلوك حيتان الأوركا، مثل التغييرات المفاجئة فى الاتجاه أو السرعة، يجب أن تغادر المنطقة فى أقرب وقت ممكن، داعية إلى إبلاغ السلطات عن أى تفاعل يحدث معها، ورغم أنها تُعرف باسم "الحيتان القاتلة"، فإن الأوركا المهددة بالانقراض جزء من عائلة الدلافين، ويمكن أن يصل طولها إلى 8 أمتار، وتزن حتى 6 أطنان.
وغرقت ثلاثة قوارب مؤخرًا، مع تعرضها لمئات الهجمات المنسقة على السفن من قبل حيتان الأوركا قبالة الساحل الأيبرى منذ عام 2020، وفقًا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
قال خبراء إن الحيتان القاتلة التى كانت تطارد وتغرق القوارب قبالة سواحل إسبانيا ربما تفعل ذلك للانتقام لأمها بعد أن صدمها صيادون بقواربهم أو علقت بالخطأ فى شباك صيد وهو ما يدفعهم لمهاجمة القوارب.
يعتقد العلماء أن الدافع وراء الهجمات هو "لحظة حرجة من الألم" عانى منها زعيم المجموعة وايت لاديس، ربما بسبب اصطدامه بقارب أو التشابك مع خط الصيد، وقال عالم الأحياء البحرية ألفريدو لوبيز فرنانديز، إن الصدمة التى تعرضت لها جلاديس قد تكون سببا فى أن الحوت يصبح أكثر عدوانية، قبل أن تبدأ الحيتان الأخرى فى تقليد سلوكها.
وقال فرنانديز إن "الأوركا المصابة بالصدمة هى التى بدأت سلوك الهجوم على القارب"، وأضاف: "نحن لا نفسر أن حيتان الأوركا تقوم بتعليم الصغار، على الرغم من أن السلوك قد امتد إلى الشباب عموديًا، ببساطة عن طريق التقليد، وفيما بعد أفقيًا بينهم، لأنهم يعتبرونه شيئًا مهمًا فى حياتهم".