الملكة إليزابيث والأمير فيليب من سعادة حفل الزفاف إلى حزن يوم الوداع
وبالتجول بين المشاهد المختلفة التى أبرزتها صور الملكة إليزابيث برفقة زوجها الراحل الأمير فيليب، نجد أنفسنا أمام تجسيد لتقلبات الزمن فى حياة ملكة بريطانيا، ورحلة طويلة من إطلالة تلك الشابة التى تزين الابتسامة وجهها فرحًا فى حفل زواجها، وصولًا إلى هذه الملكة الحزينة الممتلئة عيونها بالأسى لفراق زوجها.
وظهرت الملكة إليزابيث، السبت، بنظرة حزينة لم يشاهدها العالم من قبل، وبالعودة إلى صورها القديمة للسير مع التغيرات التى طرأت على حياتها منذ صعودها على عرش المملكة المتحدة، نجد فى الصور عيون الملكة إليزابيث الثانية، مليئة بالفرح والسعادة في يوم زفافها علي الأمير فيليب، الذى يبادلها نفس النظرات من الحب والود والسعادة، وبالانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتها، يمكن ملاحظة تلك النظرة الصارمة أثناء ظهورها فى بعض المناسبات العامة، والتى تنبعث من الالتزامات الملكية الشاقة التى تحملها على عاتقها، بينما يحاول الأمير فيليب مؤازرتها ودعمها بنظراته الودودة المحبة ذاتها، لكن هذا لم يمنع من ظهور الثنائى الملكى فى بعض الأوقات بابتسامة صافية هادئة خالية من إجهاد المهام الرسمية.
أما آخر تلك المحطات فى حياة الملكة المرتبطة بزوجها الراحل الأمير فيليب، فهى تلك النظرة الحزينة التى تحمل مأساة ومشقة جميع السنوات الماضية، بعدما فقدت ملكة بريطانيا أكثر الأشخاص دعمًا لها فى مهامها الملكية، حيث جلست الملكة إليزابيث منفردة فى الكنيسة بعلامات وجه يسكوها الحزن الشديد.
وودعت بريطانيا، السبت، دوق إدنبرة، الأمير فيليب، الذى وافته المنية عن عمر يناهز 99 عاما، يوم الجمعة 9 أبريل، وشارك فى المراسم، الملكة إليزابيث، وأبناء الفقيد وأحفاده، ولكن لم يتجاوز عدد الحضور عن 30 شخصا تماشيا مع قيود فيروس كورونا.
وبدأت مراسم الجنازة داخل كنيسة سانت جورج بكلمة من قبل عميد وندسور، الذى أشاد بحياة زوج الملكة إليزابيث الطويلة، قائلا: "إنها كانت نعمة كبيرة لكل من عرفه".
وقال، "نحن هنا اليوم فى كنيسة القديس جورج لنسلم روح خادمه الأمير فيليب، دوق إدنبرة، بين يدى الله.بقلوب ممتنة، نتذكر الطرق العديدة التى كانت فيها حياته الطويلة نعمة لنا. لقد ألهمنا ولائه الثابت لملكتنا، وخدمته للأمة والكومنولث، بشجاعته وثباته وإيمانه."
فيما رصدت الكاميرات تزيين نعش دوق إدنبرة الراحل، بأوسمة ونياشين قد حصل عليها، كما تزين النعش بباقة الورود، فى مسيرته الأخيرة، وتم وضع نعش، دوق إدنبرة الأمير فيليب على سيارة لاند روفر، والتى صممها بنفسه، فى بداية مراسم الجنازة والتى بدأت بموكب استمر حوالى 20 دقيقة من قلعة وندسور إلى كنيسة القديس جورج.
بينما ظهر الأمير هارى دوق ساسكس، بشكل منفصل عن شقيقه الأمير ويليام، خلال تشييع جثمان جدهما الأمير فيليب، حيث فصل بينهما ابن عمتهما بيتر فيليبس، ابن الأميرة آن، كما ظهر هارى فى الصف الخلفى لشقيقه وليام، خلال سيرهما خلف نعش جدهما فور دخوله الكنيسة.
وفى السياق ذاته، بدا الأمير تشارلز أمير ويلز، الذي ذرف الدموع على والده الراحل عندما شاهد التكريم الذى تركه البريطانيين فى قصر باكنجهام هذا الأسبوع، كئيبا مرتديا قناعًا أسودًا أثناء وصوله إلى قلعة وندسور، قبل بدء مراسم الجنازة، وبدا حزينا بشكل كبير.
وشملت مراسم الجنازة الوقوف دقيقة حداد فى جميع أنحاء المملكة المتحدة، تكريما لدوق إدنبرة، الأمير فيليب وذلك قبل دخول جثمانه إلى كنيسة سان جورج حيث أقيمت خدمة صلاة الجنازة، ليدفن بها.
وحمل الجنود نعش الأمير فيليب على مدخل الكنيسة ووقف جميع الحضور دقيقة صمت احتراما له، فيما نكست الأعلام فى جميع المبانى الحكومية والقصور التى لا تسكن فيها الملكة.