صائدات الرزق وسط الثعابين وفى عز المطر..بيصطادوا السمك بالأيد عشان لقمة العيش..شيرين:البحر بيدينا من غير مقابل ولا عمره هيذلنا..سميرة:ببقى هموت من البرد والتعابين بتدخل فى هدومى بس نصيبى هعمل إيه
كتبت نهير عبد النبى -تصوير عمرو مصطفى
السبت، 23 يناير 2021 03:14 م
عند تمام الساعة الرابعة فجرا يجتمعون على حافة البحر يرتدون ملابسهن الممزقة والجوارب المفرغة من كل مكان والتى تخفى الحفر الموجودة بايديهن الشقيانة .. يحملون الجرادل ويربطون على خصرهن قطع القماش ليجمعون بها قوت يومهن ورزقهن من البحر..وفى عز البرد القارس يسبحون فى كل مكان بالبحر بحثا عن السمك الذى يستره بيتهن وأبنائهم .
تختلف كل أمراة عن غيرها فى حكايتها ولكن يجمعهن هدف واحد وهو الرزق على حافة البحيرة، فمنهن المطلقة التى تجرى على لقمة العيش لتربى أبنها الوحيد وتستر بيتها، والأخرى التى تعول أبنائها وزوجها المريض ومنهن التى تعيش وحدانية و البحر هو رفيقها ومصدر رزقها الوحيد.
قطع دوت مصر مسافة طويلة استغرقت أكثر من 4 ساعات حتى وصل لأحدى قرى بلطيم بكفر الشيخ وهى واحدة من القرى المشهورة بصيد السمك باليد، حيث يعمل أكثر من نصف أهالى القرية فى هذه المهنة سواء الرجال والنساء حتى الأبناء يعملون بها وهو مصدر رزقهن الأساسى.
ولكن الاكثر عملا بها هن السيدات الكبار منهن والصغار، قضى دوت مصر يوما كاملا مع سيدات القرية ليسمع حكايتهن ويشاهد تفاصيل عملهن اليومية .
"ببقى سقعانة وتعبانة بس بنزل البحر عشان اجيب رزقى ورزق عيالى"، هو ما قالته هدى نبيل واحدة من سيدات القرية ، حيث قالت لـ دوت مصر"بقالى خمسين سنة فى صيد السمك بالأيد ببيعه يوم وباكله انا وعيالى يوم واهو الحالى ماشى والبحر ساترنا".
وتابعت"صيد السمك ده هواية بس لو مش محتاجينه مش هنصطاد لأنها شغلانه متعبة وخصوصا فى الشتاء وفى عز البرد بننزل وانا كمان ست كبيرة وعندى السكر مش حمل التعب ده كله بس هعمل إيه وهأكل عيالى منين ، انا جوزى متوفى وبصرف على بيتى وولادى".
وأضافت" أغرب حاجة بقابلها فى البحر"الشبار والتعابين والقراميط" فيه تعبان دخل جوا هدومى قبل كد وكنت هموت من الخوف، واهو كل يوم اللى نبات فيه نصبح فيه، انا صابرة على الشغلانة دى لأنه احسن لى بدل ما اشتغل عند حد ويذلنى ، واهو الرزق على الله ..كله على الله".
ومن جانبها قالت شيرين محمد فتاة فى العشرينات من عمرها" انفصلت عن زوجى وكان لازم اعمل حاجة أعيش منها أنا وابنى، اشتغلت شوية فى المصانع ومكملتش فاتجهت لصيد السمك بالأيد زى والدتى وستات القرية عندنا، ببيعه وبصرف عليا انا وابنى وباكل منه كمان".
واضافت" صيادة السمك فى البحر رزق بنزل البحر بلبس معين واصحى من 4 الفجر وابتدى اصطاد واحط جوا هدومى أو بيبقى معايا جردل بحط فيه اللى بصطاده، وبنبقى كذا واحدة ممكن نبقى 10 أو 5 حسب ما نلم بعض لأن ماينفعش واحدة تنزل ولوحدها بيقى خطر عليها وكمان خطر لأن بيجيلنا أمراض وبنتعب، والدتى كانت 20 سنة بتصطاد بس تعبت وجالها روماتيزم ومبقتش تقدر تتحرك".
واستطرد حديثها قائلة" السمك دة رزق لازم أعمل كده لو معملتش كد مش هلاقى أكل أنا وابنى لازم انزل المياه واصطاد، فيه ناس بترخم وتفضل تقولى مش لاقيا غير الشغلانة دى بس هعمل ايه مهو رزق وربنا جايبهولنا لازم نسعى ونجيبه".
وتابعت" فى الصيف بيبقى فيه تعابين كتير مؤذية بتطلع علينا وبنبقى مرعوبين من الخوف ، فى الشتا بقى بيبقى سقعة وبرد لكن الرزق بيكون كتير لأن السمك بيكون بردان وموجود على البر فبنقدر نصطاده بسهولة".
واستكملت حديثها" اغلب الستات اللى هنا شغالين كد وحابين المهنة دى وبنصطاد وبنلف نبيعه فى السوق أو للناس اللى حوالينا ، بدل ما نشتغل عن حد، أهو خير ربنا باعتهولنا البحر ده زرق لينا ولولادنا ربنا باعتهولنا، أه ببقى خايفة بس بضطر اعمل كدا ومقداميش حل تانى اللى هتقوليله ادينى مرة مش هيديكى لكن البحر بيديكى من غير مقابل ولا عمره هيذلنا".
"الناس قالتلى انتى كبيرة أرحمى نفسك شوية بس قلتلهم احسن ما امد ايدى"، هو ما قالته سميرة المرسي واحدة من أكبر سيدات القرية ولكنها ما زالت حتى الأن فى صيادة السمك باليد لكى تصرف على ابنها المريض وبيتها.
وقالت الحاجة سميرة لـ دوت مصر" بقالى 30 سنة بشتغل فى الصيادة عندى عيل واحد وعامل كذا حادثة ومبيتحركش فى البيت بصرف عليه وعلى البيت هعمل ايه".
وأضافت، فى الصيف بنلاقى تعابين وبيدخلوا فى هدومنا بنبقى هنموت من الرعب وادينا ساعات نصطاد وساعات لا، لكن ده نصيب وعمرى ما زهقت أصل هزهق واروح فين مقدرش اشتغل يومية ولا اشتغل عند حد، المياه بتشيلنى وبترفعنى وبتساعدنى اشتغل لكن انا مبقدرش اشيل حاجة ولا اشتغل فى الزراعة او عند حد".
وتابعت" أنا مش مكسوفة وانا بصطاد، اصل دة مصدر رزقى انا ايدى متجرحة اهى ورجلى تعبانى ومش بقدر من كتر التعب لانى بكون حافية دايما ومبنمش طول الليل منهم بس هعمل ايه ما باليد حيلة.
لا يفوتك