وإذا فكرت فى كم يبلغ عدد برتقال الماندرين الذى يمكنك شراؤه بمليون ين، أى حوالى 9600 دولاراً؟، ستجد أنه بالنسبة إلى مشترٍ محب للفاكهة، فى مزاد هذا الأسبوع فى اليابان، الإجابة هى 100 فقط، حيث دخل صندوق واحد، وزنه 20 كيلوجراماً ومكوناً من 100 حبة من برتقال الماندرين، الذى يعرف أيضاً باسم "ميكان"، ساحة المزاد فى سوق أوتا للبيع بالجملة، وسط طوكيو.

وكان هذا المزاد الأول لهذا العام لبرتقال الماندرين ساتسوما، وهو نوع مشهور من الحمضيات من محافظة إهيمه، فى جزيرة شيكوكو، بجنوب اليابان، وتعد منطقة نيشيوا هى واحدة من مناطق إنتاج الـ"ميكان"، فى محافظة إهيمه، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.

وتشتهر أنواع الحمضيات شبه الخالية من البذور من البرتقال بتوازنها الجيد بين النكهات الغنية والحلوة، حيث يسهل تقشيرها وذوبانها فى الفم، ووفقًا لجمعية "نيشيوا" الزراعية، كانت المناقصة المرتفعة فى مزاد، يوم الخميس، تعكس "سعراً احتفالياً للغاية" للإعلان عن بدء موسم الـ"ميكان" اليابانى.

ويقول شين آساى، من قسم مبيعات "جيه أيه نيشيوا": "نظراً إلى أن جودة الفاكهة الموسمية يتم تقييمها فى المزاد الأول، فذلك سيؤثر بشكل كبير على المبيعات لاحقاً.. المزاد الأول مهم لقطاع الفاكهة"، وعادة ما يكون السعر المعتاد لهذا النوع من برتقال الماندرين الراقى حوالى 7800 ين يابانى، أو 75 دولاراً، مقابل 10 كيلوجرامات.

ولم تكن هذه المرة الأولى التى يجلب فيها الماندرين الحلو مثل هذا السعر المذهل فى مزاد، حيث كان يتراوح أعلى سعر مزايدة العام الماضى بين نطاق المليون، ويقول آساى: "ولكن بالنظر إلى التأثير السلبى على الاقتصاد بسبب كوفيد-19، فوجئنا وسعدنا أيضاً ببيعه بالمزاد بمبلغ مليون ين".

ويستطيع حوالى 10 مزارعين فقط إنتاج هذا النوع الخاص من برتقال الـ"ميكان" فى المنطقة، واشتهرت اليابان بإنتاج الفواكه الحلوة والثمينة لسنوات، ففى العام الماضى، تم بيع 24 عنقود من العنب الياقوتى بالمزاد، مقابل 1.2 مليون ين يابانى، أى 11 ألف دولاراً.

بدورها، قالت سويون شيم، وهى عميدة كلية الإيكولوجيا البشرية فى جامعة "ويسكونسن ماديسون"، لـ"CNN"، فى عام 2019: "تُعامل الفاكهة بشكل مختلف فى الثقافة الآسيوية وفى المجتمع اليابانى على وجه الخصوص"، ويعد برتقال الماندرين هو من أكثر الفواكه شعبية فى اليابان، ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الإحصاء اليابانى فى عام 2019، كان الماندرين من أعلى الثمار إنتاجية بالبلاد، فى عامى 2016 و2017