بعد سبوبة وحارة مزنوقة.. كيف جعل الحظ بيتر ميمى مخرجا
المخرج بيتر ميمى
كتب بهاء نبيل
الجمعة، 12 يونيو 2020 10:29 ص
فى كثير من الأحيان قد يمنح الحظ محدودى الموهبة أكثر مما يستحقون بكثير، حتى يأتى لهم المهللون والمنتفعون ليصفقون لهم، فيتوهم هؤلاء المحظوظين، أنهم استثنائيون، من بين هؤلاء المخرج أو الطبيب بيتر ميمى، الذى لم يفلح فى مهنة الطب، فإتجه لعالم الإخراج باحثا عن الشهرة والأضواء.
كانت بداياته من خلال فيلم "سبوبة"، وهو اسم على مسمى، كان منتجه وسام حسن شاب بسيط معه بضعة آلاف، لكنه كان لديه حلم التمثيل والشهرة، استغله بيتر ميمى بعدما وعده بأنه سيعطى له دور رئيسى فى الفيلم إذا شارك فى إنتاجه، الفيلم ضم مجموعة كبيرة من الممثلين الثانويين مثل راندا البحيرى وخالد حمزاوى ، تم طرح الفيلم بالفعل فى صيف 2012 ولم يحقق أى نجاح لا نقديا ولا فنيا، لضعفه من مختلف الجوانب.
جلس بيتر فى منزله عامين كاملين يبحث هنا وهنا دون جدوى، بعدما فشل فيلمه سبوبة، ليعود فى 2014 بفيلم "سعيد كلاكيت"، أنتجه رجل لبنانى كان يرغب هو الأخر فى الشهرة، استغله بيتر ميمى، حتى هرب المنتج ولم يسدد باقى أجور الممثلين، وعُرض الفيلم وفشل فشل ذريع كفيلم بيتر الأول سبوبة.
استمر بيتر فى محاولاته هنا وهنا يبحث عن الشباب الميسور الحال الذى يبحث عن فرصة فى التمثيل، ليستغله بيتر ويقنعه بأنه "سينجمه"، إذا شارك فى إنتاج فيلمه الجديد "حارة مزنوقة"، ليجد فى طريقه الشاب محمد هشام عامر، الذى ساهم بنسبة كبيرة فى إنتاج الفيلم، وبالفعل أسند له بيتر دورا رئيسيا فى الفيلم رغم عدم قدرة عامر التمثيلية على هذا الدور، وفشل الفيلم أيضا فشلا كبيرا حتى تم رفعه من دور العرض السينمائية بعد طرحه بأيام قليلة.
أستمرت محاولات بيتر ميمى الإخراجية مع أفلام لا قيمة لها ولا هدف، ليصبح هو المخرج الرسمى لأفلام بير السلم، حتى جاءت له فرصة إخراج الجزء الأول من مسلسل "الأب الروحى"، ورغم أن العمل حقق تواجد جيد فى الشارع لبراعة مؤلفه الشاب هانى سرحان، إلا أن العمل أحتوى على أخطاء إخراجية فادحة.
رغم الأخطاء الإخراجية الكارثية فى الجزء الأول من مسلسل "الأب الروحى"، إلا أن الحظ جاء فجأة لبيتر ميمى المحدود فنا وموهبة وأرشيفا، ليخرج الجزء الأول من مسلسل "كلبش"، حيث استعانت به الشركة المنتجة فى اللحظات الأخيرة وقبل بدء التصوير بيوم واحد بعدما أعتذر عنه العديد من المخرجين منهم المخرج الشاب أحمد خالد أمين، والذى سبق وأخرج لأمير كرارة مسلسل "الطبال"، ولأن الحظ قرر أن يأتى لبيتر ميمى بلا حساب، نجح العمل نجاحا كبيرا، لعدة أسباب منها نجاح الفنان أمير كرارة فى تقديم شخصية ضابط بشكل إحترافى، والسيناريو والحوار المتميز للمؤلف باهر دويدار، خاصة وأن العمل كانت تدور أحداثه فى أجواء بوليسية وهى تيمة فنية كان يفتقدها الجمهور بشدة لذلك لاقت نجاحا كبيرا، ولإرتباط الجمهور بالمسلسل نجح الجزأين الثانى والثالث، خاصة بعدما تبنته الشركة الأهم والأقوى وهى سينرجى لتوفر للعمل ميزانية متميزة وتقنيات حديثة ليلقى العمل نجاحا كبيرا رغم الأخطاء الإخراجية التى أكتشفها الجمهور العادى وليس النقاد.
فى موسم رمضان الماضى قدمت شركة سينرجى، مسلسل "الاختيار"، عن بطولات الشهيد البطل أحمد صابر منسى، ووفرت بالفعل الشركة المنتجة ميزانية ضخمة لتقدم عمل يليق بجنودنا البواسل، ليحقق العمل نجاحا كبيرا للغاية ، لعدة أسباب منها سيرة منسى البطل الشعبى الشجاع الذى كان ينتظر حكايته الجميع، كذلك الدعم الكامل من الشئون المعنوية والشركة المنتجة، والكفيلة أن تضع أى عملا فى المقدمة، كذلك شعبية النجم أمير كرارة، كل هذه الأسباب كانت كفيلة بالنجاح الكبير للعمل، حتى ولو تم الإستعانة بطالب فى الفرقة الأولى بمعهد السينما قسم إخراج، كان سيظهر فى أقوى حالاته.
لا يفوتك