مصطفى الفقى: محمد عبده إمام المجددين ونحتاج لتجديد الخطاب الدينى
قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الإمام محمد عبده شخصية عالمية وهو إمام المجددين بلا منازع، ونحن فى أمس الحاجة حاليا لتجديد الخطاب الدينى، مشيرا إلى أنه برغم وفاته فى عام 1905 إلا أن أفكاره التنويرية مازالت باقية، مشيدا بدوره فى الثورة العرابية خاصة أنه قبض علية ونفى إلى باريس ودوره فى إطلاق جريدة "العروة الوثقى" دورها فى مواجهة الاستعمار.
وانتقد مصطفى الفقى، عدم وضوح أفكاره التنويرية وآرائه المتجددة فى كثير من الفتاوى التى أطلقها، بالرغم من محاولات الإصلاح التى قدمها لكل المؤسسات الدينية بما فيها مؤسسة الازهر الشريف وكان أول مفتى للديار المصرية مستقلا عن الأزهر الشريف، كان له دور فى الرد على الافكار المغلوطة عن الدين الإسلامى من بعض المستشرقين.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمته مكتبة الإسكندرية، حيث تنظم المكتبة لقاءً فكريا تحت عنوان "تجديد الفكر المصرى فى العصر الحديث: الإمام محمد عبده نموذجا". بحضور كل من الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد زايد؛ أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة والعميد الأسبق للكلية، والدكتور محمد كمال الدين إمام؛ أستاذ الشريعة والقانون المقارن بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية، وأحفاد الإمام محمد عبده
وأكد مصطفى الفقى، أن اختيار موضوع الإمام محمد عبده لم تتوقف عنه الدراسات لأنه أكبر من كل ما كتب فهو شخصية شديدة الاتساع قائلا :" من سخرية القدر أنه لم يتول مشيخة الأزهر وهو شخصية ثرية وظاهرة علمية وقد جاب الدول العربية داعيا بالحرية والعدل واستحق لقب إمام المجددين فهو إمام المجددين بلا منازع"، لافتا إلى أنه من الجيد أنه لم يتول هذا المنصب حتى لا يتقيد فى طرح أفكاره التنويرية.
كما أكد "الفقى" أن سيرته محل الحفاوة فى مكتبة الإسكندرية لدورها التنويرى خاصة أن تذكر سيرة الإمام محمد عبده جاء فى وقته حيث نمر فى تلك الفترة بدعوات هامة لدرورها التنويرى فى تجديد الخطاب الدينى.
وقال الفقى، أن الإمام محمد عبده دعا إلى نشر الفكر الدين الإسلامى الصحيح ونذكر جملته الشهيرة " سافرت إلى الخارج ووجدت إسلام بلا مسلمين وتركت بلادى بالدين الإسلامى دون تطبيق صحيح للدين، معربا عن إعجابه الشخصى بسيرته وآرائه التنويرية خاصة أنه من مواليد البحيرة مسقط رأسه، متحدثا عن علاقته بجمال الدين الأفغانى والذى نشأت بينهم صداقة قوية لنشر الدعوة بصحيح الدين الإسلامي.
وتناول المؤتمر عرض فيلم تسجيلى قصير عن حياه الإمام محمد عبده، وجلسات حوارية بعنوان الإمام محمد عبد بين مفكرى عصره ومصلحيه، مفهوم المدنية فى فكر محمد عبده، التجديد بين المفهوم والضوابط، فيما قام أحفاد الإمام محمد عبده بتكريم الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية.
كان الإمام محمد عبده من أعظم من أنجبت مصر فى تجديد الفكر الدينى ورائد الإصلاح الذى سعى إلى تحرير العقل المصرى والعالمى من الجمود الذى اصابة قرون عديدة ومن ابرز تلامذتة قاسم امين ومحمد لطفى المنفلوطى وبالرغم من مرور اكثر من قرن على وفاته إلا أن أرائه مازالت باقية، خاصة فيما يتعلق بدور المرأة الصحيح فى المجتمع.