مملكة الزهور بمصر.. القناطر الخيرية تصدر أجود الأنواع وتنافس عالميا
للزهور تأثير كبير على النفسية، لما تعطيه للإنسان من طاقة إيجابية، بالإضافة إلى الشكل الجمالى، والروائح العطرة التى تنعش من يستنشقها، ويعتبرها الكثير المسئولة عن تلوين الحياة بالألوان المبهجة، وتنعكس بشكل مباشر على الحالة النفسية للمتعاملين معها، وبعض الناس لا يستغنى عنها ويعتبرها من أولويات الحياة .
ولبائعى ومنتجى الورود والزهور مكانة خاصة وأهمية للكثير، خاصة فى المناسبات سواء الجميلة او الحزينة، وهناك مناسبات ترتبط بالزهور مثل الأعياد وخاصة التى لها علاقة بالحب والرومانسية، ويوجد بمصر مناطق تشتهر بانتاج وتصدير الزهور بالإضافة إلى تغطية السوق المحلى، مثل قرية عزبة الاهالى والقرى المحيطة بها، التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث يتم زراعة ما يقرب من 500 فدان زهور بمختلف انواعها واشكالها لتضع المنطقة بالكامل من أهم المناطق المنتجة للزهور بمصر.
وكان ل اليوم السابع، جولة فى قرية عزبة الأهالى بالقناطر الخيرية ، والتى تضم ما يقرب من ألف مزرعة ومشتل لإنتاج الزهور ونباتات الزينة، التى تصدر لعدة دول عربية واوربية، ويعمل بكل مزرعة ما يقرب من 25 عامل جميعهم من المناطق المحيطة بالإضافة إلى إدخال العملة الاجنبية لمصر من خلال التصدير .
وتشتهر القرية بانتاج جميع أنواع الورود والزهور، والتى تحتاج لبيئة خاصة للنمو وهو ما توفره الصوب الزراعية، والأيدى الماهرة والخبرة فى المجال للحصول على الجودة التى تسمح لهم بالتصدير للخارج .
والتقى اليوم السابع، بعدد من منتجى الزهور وعمال المزارع بعزبة الاهالى، حيث أكد مصطفى جمال صاحب مزرعة لانتاج الزهور، أن القرية بها ما يقرب من 500 مشتل لنباتات الزينة وما يقرب من 340 مزرعة للزهور القطف، بمساحات متفاوتة، مضيفا أن من أهم شروط التصدير هى الجودة وخلو المنتج من الأمراض، ولتحقيق ذلك يحتاج المنتج لأسمدة وعلاج مخصص للزهور، وهو ما يجدوا صعوبة للحصول عليه .
واضاف جمال، ل اليوم السابع، أن للزهور أنوع كثيرة، وكل نوع لها ألوان كثيرة بدرجات متفاوته، واشهر الأنواع هو الورد البلدى، وليست كل الورود والزهور تستخدم للشكل الجمالى فقط ولكن هناك ما يستخدم لاستخلاص العطور ويدخل فى المواد للعلاجية، ومن بين الدول التى تستورد من مصر ورود لهذا الغرض فرنسا وهولاندا، مشيرا إلى أن مصر لا تنتج الشتلات الخاصة بالزهور ويتم استيرادها من الدول الأجنبية منها هولاندا وكينيا، وذلك لعدم وجود معامل بوزارة الزراعة خاصة بذلك.
وقال جمال، أن من أهم المشاكل التى يواجهها اصحاب المزارع هو عدم وجود اهتمام بمنتجى الزهور، متمثلا بعدم تخصيص أسمدة أو علاج للزهور بالجمعيات الزراعية على الرغم من تأثير تصدير الزهور فى الإقتصاد المصرى وإدخال العملة الصعبة، وعدم وجود معامل بوزارة الزراعة لتحليل التربة بمزارع الزهور وانتاج ما يساعد على معالجة السلبيات والمشاكل التى نواجهها فى الزراعة، وعدم اهتمام مهندسى الجمعيات الزراعية بمنتجى ومصدرى الزهور ما ينعكس على ضعف الإمكانيات لدى المزارعين والإعتماد على السوق السوداء فى توفير الأسمدة والمبيدات، ما يعرضهم للنصب فى اغلب الأوقات واستغلالهم من خلال رفع الأسعار ما يعرضهم لخسائر، بالإضافة إلى الغش فى المبيدات والأسمدة بالسوق لقلة الرقابة، مطالبا بانشاء بورصة خاصة بالزهور وذلك لتحسين الجودة وزيادة التصدير ووضع مصر على قائمة الدول المصدرة خاصة انها تتمتع بالمناخ المستقر والذى يساعد على انتاج جميع انواع الزهور وهو مالا يتوافر فى دول كثيرة .
وبدوره قال لامة عبد العال، أحد مصدرى الزهور، إن مصر تتمتع بالمناخ المستقر ، ومع ذلك لا يتم استغلاله فى تحسين الجودة وزيادة الإنتاج لعدم الاهتمام بانتاج الزهور، مؤكدا ان مصر تستورد جميع الشتلات من الخارج ويمكنها انتاجها محليا وتصديرها ايضا فى حالة انشاء معامل خاصة لذلك بوزارة الزراعة، خاصة أننا لدينا الخبرة والأيدى العاملة .
وقال شعبان الشابورى، احد العاملين فى انتاج الزهور ، إنه يحب عمله بشكل كبير قائلا: فى احسن من الزهور عشان اشتغل فيه، ولو فى شغل على مكتب هرفض واشتغل هنا.. اجمل احساس بحسة وانا وسط الزهور، موضحا أن لكل نوع من الزهور معاملة خاصة ومواصفات خاصة وانه لديه الخبرة للتعامل مع كل الأنواع.