التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:29 م , بتوقيت القاهرة

بإيدينا قرى ذهب..منشأة المنقدى بالمنوفية تصدر مشغولات الصدف (فيديو)

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

رغم تناقص عدد ورش الصدف بخان الخليلى، فإن الحى العريق لا يخلو أبدًا من هذه المنتجات المنفذة بحرفية عالية، ما يثير تساؤلاتك، إلى أن تتعرف على قرية "منشأة المنقدي" فى محافظة المنوفية، التى تعد حاليًا قلعة حرفة المشغولات الصدفية فى مصر حيث يتقن أهلها، بجميع أعمارهم، صناعة المشغولات الصدفية منذ أواخر السبعينيات وحتى الآن.

وفى السنوات الأخيرة حافظت القرية على حرفتها فى وجه الكثير من التحديات، أبرزها اختفاء عدة أنواع من الصدف من السوق، بسبب ارتفاع سعر الدولار وتكلفة الاستيراد، بالإضافة إلى الأزمات التى واجهتها السياحة قبل سنوات، ورغم ذلك نجح أهالى القرية فى توفير البدائل التى تضمن استمرار حرفتهم.

تجولنا داخل قرية "منشأة المنقدى" ورصدنا عددًا من الورش التى تعمل فى حرفة الصدف، والتقينا أهالى القرية الذين كشفوا أسرار "قلعة الصدف" فى المنوفية، فقال عزوز قطاوى صاحب إحدى ورش تصنيع الصدف: قريتنا مشهورة بصناعة الصدف، فكل أهلها تقريبًا يعملون بهذه الحرفة منذ عام 1977 حين جاءنا الحاج محمود أبو قوطة من ورش خان الخليلى حاملا معه الصنعة ليعلمها لأهالى بلده، حينها كان شابًا وكنت أنا طفلا لا يتعدى عمرى العشر سنوات، علمنى المهنة بكل تفاصيلها كما علمها لوالدى وأعمامى وأهل القرية جميعهم.

وأضاف: كنا نصنع علب الصدف التى تملأ معارض خان الخليلى الذى كان يفتح أبوابه لنا، وكنا نصدر للخارج أجمل المنتجات الصدفية الأصلية، كان الصدف وقتها يوجد بكثرة وبأنواعه المختلفة، فسوق الاستيراد كان مفتوحا على مصراعيه ولا توجد أى عقبات، وفى عام 2011 وبسبب تراجع نسبة السياحة فى مصر التى أثرت على عملنا وصنعتنا لجأنا إلى صناعة الأنتريهات وخشب الستائر وتصديره للخارج، وبسبب ندرة استيراد الصدف استبدلناه بـ"البوليستر".

وأوضح: يمر العمل بأربعة مراحل وهى "النجارة وتشتمل تقطيع الأخشاب وتصميمها سواء كان أنتريه وغيرها ورسم الأشكال الهندسية عليها، ثم بعد ذلك يتم تثبيت الصدف المجهز أو مادة البوليستر على الخشب بعد تجفيفها وتقطيعها بالأشكال الهندسية المطلوبة على ألواح الخشب للتزيين، ويليها مرحلة التلميع، ثم التنجيد.

تضم القرية ما يقرب من 100 ورشة جميعها تعمل فى حرفة الصدف، ووصل عدد العاملين بكل ورشة إلى أكثر من 15 عاملا تقريبا، فهذه القرية البسيطة تغلبت على آفة البطالة بين شبابها، الكل يعمل فى حرفة الصدف حتى الطالب ينتظر وقت خروجه من المدرسة حتى يذهب لورشته، فقال محمد زكى طالب فى المرحلة الثانوية: تعلمت حرفتى منذ كنت صغيرًا، أنتظر انتهاء اليوم الدراسى لآتى للعمل داخل الورشة كى أجمع مصروفى، وأعشق حرفة الصدف فإنها مهنة آبائى وأجدادى وسوف أعلمها لأبنائى أيضًا، وحلمى أن تكون لى ورشة خاصة بى.