التاريخ الأسود للمنتج «الظلم» في الوسط الفني
تبدأ مسيرتك المهنية من داخل كباريهات شارع الهرم وحانات وسط المدينة، قد يكون عيباً، يستوجب التخلص منه بالعديد من الأعمال والشراكات والظهور وسط نجوم ورموز المجتمع من فنانين وأدباء وساسة، حتى يحسبك الناس واحداً منهم، ومع مرور الزمن تصدق الكذبة التي كذبتها، وبدلاً من أن تحفظ جميل أنهم لم يطردوك منذ اللحظة الأولى لأنك دخيل عليهم، بنيت تاريخك المهني على استغلال فتيات الليل، وتوريطهن في اصطياد زبائنك والإيقاع بهم، حتى تحصل على مصلحتك وغايتك.
أما العيب الأكبر أن تعود بعد كل هذا الزمن، وبعدما نجحت في محو هذه البقعة السوداء من صفحتك لقديم عهدك مع فتيات الليل، فتجند هذا الساقط وهذه المشبوهة لتشويه أناس لم يرتكبوا ذنباً في حياتهم سوى أنهم رفضوا أن يضعوا يديهم في يديك الملوثة، فوجدت نفسك شارداً منبوذاً وحيداً، مطروداً بغير اتفاق من الموسم الدرامي الرمضاني بعدما فضح أمرك، وأصبح كل العاملين في الوسط الفني يخشون العمل معك حتى لا تشوه سيرتهم المهنية والفنية.
بطل السطور المقبلة منتج، لا ننكر عليه شهرته، التي يقف وراها تاريخ أسود بكثير مما يتخيل البعض، امتثالاً لمثياق الشرف المهني، وحفاظاً على مشاعر قرائنا الأعزاء والشهر الكريم، الذي لم يحترمه المنتج الشهير، فراح يخوض في الأعراض ويوقع بين الزملاء، ويحرض على زملاء آخرين، ظناً منه أنه قد ينجح في مبتغاه يوماً ما، ويجد له مكاناً مجدداً بينهم.
تاريخ الرجل الحاقد، الذي يثير عواصف الشائعات في الوسط الفني خلال الأيام الماضية، ويدعي زوراً وبهتاناً إقالة بعض شركات الانتاج الكبرى لقياداتها، لا تخلو صفحة منه من أعمال مخلة بالشرف، ففي هذه الصفحة غسيل أموال، وفي المقابلة شيكات بدون رصيد، وفي الصفحة اللاحقة تهرب من الضرائب، وفي الصفحة الأخيرة بنات ساقطات يطاردنه، بعد تخليه عنهن وعن منحهن عمولتهن المتفق عليها مسبقاً للإيقاع بهذا المنافس، الذي كان في يوم من الأيام شريكاً وصديقاً، يتاقسمان سوى الأرباح، وحلفا عشرات المرات على حفظ الود وحقوق الصداقة، إلا أن صديقنا المشبوه ما إن وجد مصلتحه في معسكر آخر حتى نقض العهد وأهان العيش وبعثر الملح، ونسي العشرة وطريق الكفاح، وباع رفيق دربه في لمحة من الزمن.
لم تقف سقطات الرجل الذي ملأ الشيب رأسه، عند هذا الحد بل أوصلته الغشاوة الموضوعة على قلبه وبصره إلى التواصل مع جهات أجنبية معروف عدائها للدولة المصرية، والاتفاق معها على أعمال يعاقب عليها القانون، لاستهدافها دب الوقيعة بين أطياف الشعب المصري، وإثارة الفتنة بين الشعب والدولة.
صادر ضد الرجل العديد من الأحكام القضائية النهائية، بشأن شيكات بدون رصيد، وبعدما تم القبض على رفيقه في درب تشويه الدراما المصرية، بسبب شيكات قديمة، خاف الرجل على مصيره، وخشي أن يلقى نفسه بين يوم وليلة بين يدي قوات تنفيذ الأحكام، مقيد اليدين ومرسل إلى أحد سجون القاهرة، فراح يقلب في كل دفاتره القديمة ويوصل الود هنا وهناك، عله يتسطيع أن يجد حلاً لماضيه الملوث بكل ما ذكرناه من وقائع وما تحفظنا على ذكره مثلما تحفظنا على اسمه، ونحن على يقين أن كل من يعملون بالوسط الفني يعرفونه تمام المعرفة، وبالطبع هو لن يخطأ التعرف على نفسه، وسط كل الإشارات التي لا تصدق إلأ عليه وحده، ففي الفساد وإدعاء الفضيلة لا مثيل له.
تماماً كما وقع في شباكه العديد من رموز الفن المصريين، أوقع أيضاً برجال الفن والأمراء في عدد من البلدان العربية، ففروا منه ومن مجالسته، بعدما كانوا يظنون وليس هناك إثم أكبر من هذا الظن أنه رجل يحترم الأصول والأعراف والتقاليد ومهنته السامية، والمسئولة بشكل كبير عن تكوين وجدان الشعوب وهويتهم، عبر ما ينتجه من أعمال، ومع مرور الزمن اكتشف هؤلاء الرجال أن هروبهم كان في محله، بعدما شاهدوه من أعمال ساقطة ينتجها الرجل تسيء إلى مصر والوطن العربي بصفة عامة.