تحل علينا اليوم الذكرى الـ 96 لميلاد النجم المصري والفنان القدير صلاح منصور، أحد العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية، والذي اشتهر بتقديم أدوار الشر في أفلامه حتي أصبح أيقونة هذا النوع من الأدوار.

ولد صلاح منصور في شهر مارس عام 1923م في قرية شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وكان شغوفاً بالتمثيل وتقليد الفنانين، ولشدة شغفه بالتمثيل سَمحت له مدرسته وهو في سن المراهقة بتأسيس ما عُرف بالمسرح المدرسي بالتعاون مع صديقه الفنان زكي طليمات، وبعد أن أنهي دراسته الثانوية، التحق بعهد التمثيل وكان طالباً مُتميزاً.

فور تخرجه من المعهد لم تُتاح له الفرصة للتَمثيل، فعمل محرراً صحفياً في صحيفة روزا اليوسف، ولشدة حبه لأهل الفن كان أول حوار صحفي له مع الفنانة السورية أسمهان، وأنطلق بعدها في مجال التمثيل قَدم أكثر من 80 عمل فني أصبح بعد ذلك ميراثاً فنياً ثرياً، يَستقي ويتعلم منه أهل الفن.

ولعل أهم الأدوار التي قَدمها الفنان الراحل صلاح منصور في مسيرته الفنية، كان دوره في فيلم "الزوجة الثانية" واشتهر بعدها باسم العُمدة نسباً إلي اسمه في الفيلم "العمدة عتمان"، بالإضافة إلي أدواره في أفلام أدهم الشرقاوي، غرام وانتقام، قنديل أم هاشم، شفيقة القبطية وغيرهم.

ولعل أهم المواقف التي حَدثت في حياة الفنان الراحل، كانت أثناء لقاءه بالرئيس محمد أنور السادات في أعقاب حرب أكتوبر المجيدة عندما عانقه بعد انتصار مصر في الحرب، فبعد أن جاءه خبر استشهاد نجله في الحرب، وزع "حلويات" و"شربات" علي جيرانه والمارة، وتَبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لصالح تسليح الجيش المصري، فكان نموذجاً مُبهراً في الوطنية.

وكان هناك علاقة طيبة جَمعت بين صلاح منصور والرئيس الراحل محمد أنور السادات، فبعد أن تعرض نجله الأصغر إلي وعكة صحية شديدة، كان بحاجة إلي إجراء جراحة عاجلة في لندن، وكان "منصور" قد حصل علي قرار علاج علي نفقة الدولة لمدة 3 أشهر فقط، ولكن نجله كان يحتاج إلي مد فترة العلاج حتي يتعافي من وعكته.

تقابل صلاح منصور مع الرئيس السادات بالصدفة خلال زيارته لبريطانيا، وهناك طلب منه أن يَمد له فترة العلاج، فوافق الرئيس الراحل علي الفور وأمر بكتابة قرار باستكمال فترة علاج نجل الفنان.