إذا كنت محبًا لمتابعة الموهوبين والفنانين على "السوشيال ميديا" فبالتأكيد تحولت الصفحات الرئيسية لكل حساباتك خلال شهر أكتوبر إلى معرض فنى مفتوح، حيث يتبارى آلاف الفنانين من مختلف أنحاء العالم على الرسم بالحبر كل يوم فى شهر أكتوبر ليشاركوا فى التحدى العالمى Inktober. 

 

وبين آلاف الرسومات المنشورة على هاشتاج التحدى يمكن للوحات "نسمة محرم" أن تخطف نظرك وتدفعك للتدقيق فيها مرارًا وتتوقف أمام معناها، إذ قررت هذا العام أن تجسد الأمثال الشعبية فى لوحات فنية مبتكرة لا تخلو من رؤية فلسفية.

 

"حبيت أعمل حاجة تلمس الناس، فاخترت الأمثال الشعبية اللى بنتداولها يوميًا ونوصف بيها المواقف اللى بنمر بيها فى حياتنا وتعبر عن ثقافة مجتمعنا".. ببساطة تشرح المدرس المساعد فى كلية الفنون الجميلة سبب اختيارها لموضوع التحدى، وتضيف لـ"اليوم السابع": "الشعب المصرى من أكثر الشعوب التى تنتشر بينها الأمثال الشعبية، فتعبر عن ثقافة المجتمع وتساعد على نشر روح الدعابة بيننا، وفى الوقت نفسه تساعدنى على تخطى العقبات التى نقابلها يوميًا".

 

 

لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات يوميًا تنكب "نسمة" على أدواتها لترسم لوحة جديدة وفى الوقت نفسه تعبر عن مواقف يفعلها الناس وتضايقها وتقول: مثل "عصفور فى اليد ولا عشرة على الشجرة" يتجسد أمامى كل يوم تقريبًا، وكل منا يقابل فى حياته أشخاص طماعين يريدون كل شىء، مال وشهرة ونجاح وحب من الناس وفى النهاية لا يحققوا أى منهم، لأن جوهر الحياة نفسه ضاع منهم، وهو أن يعملوا بضمير ويساعدوا المحيطين بهم وسيكافئهم الله على قدر عملهم ونيتهم. وأضافت: أحيانًا نراهم يلهثون وراء كل شىء ونظن أن هذه الطريقة الأمثل للنجاح وننخدع فى نجاحهم المؤقت لكنهم فى النهاية يسقطون ويضيع منهم كل ما سعوا إليه لأنهم لم يضعوا هدفًا واحدًا أمام عينيهم من البداية وعملوا بجد لأجل تحقيقه.

 

 

برؤية فلسفية مختلفة أيضًا تناولت مثل "يدى الحلق للى بلا ودان" وتقول "بعض الناس تسىء فهمه بأنه يقول إن الله يمنع الرزق عن شخص ليمنحه لآخر غير مناسب، ولكننى أراه بشكل آخر وهو أن الشخص المناسب الكفء تأتيه الفرصة لكنه يضيعها، فى حين أن شخص آخر ليس بمستوى كفائته عمل عليها واستغلها بطريقة صحيحة فوصل".

 

لم تكن هذه المشاركة هى الأولى لنسمة فى تحدى "Inktober" وإنما الثانية، فقد شاركت فيه العام الماضى بسلسلة من الرسوم التى لا تخلو أيضًا من الفلسفة والسريالية لعدد من النساء والرجال البسطاء كبار السن امتزجت ملامحهم بجمادات كالكرسى أو المصباح وغيرها، لتعبر بها عن معاناة "الموديلات" الكبار سنًا الذين يجلسون لساعة طويلة أمام طلبة الفنون الجميلة ليرسمونهم، وبعضهم ينام من التعب أثناء رسمه، ليتحولوا من ساعات الانتظار الطويلة إلى جماد.