جثمان لينين.. كيف أنقذه السوفيت من قبضة هتلر؟
يجهل الكثيرون أن جثمان فلاديمير لينين المحنّط، نقل سرا إلى غابات سيبيريا الشاسعة، مع اشتداد الحرب العالمية الثانية واقتراب الألمان من العاصمة السوفيتية، موسكو.
والشائع بين الناس أن الزعيم الفكري والثوري الأشهر، فلاديمير لينين، لم يبرح ضريحه الدائم في الساحة الحمراء منذ وفاته في عام 1924. ولكن الحقيقية أن جثمانه غادر موسكو فعلا لقرابة أربع سنوات، بين عامي 1941 و1945.
واتخذت القيادة السوفيتية قرارا جديا بنقل كنوز العاصمة ومقدراتها المادية والفكرية الثمينة، بعد هزائم الجيش الأحمر على الجبهة الغربية، وخاصة بعد سيطرة هتلر على مناطق واسعة من بيلاروس وأوكرانيا.
كما لم يكن الزحف النازي البري هو ما يهدد ضريح لينين وحسب، بل تمثل التهديد الحقيقي في الغارات الليلية التي كانت تشنها القاذفات الألمانية بشكل مستمر على موسكو، إذ خاف السوفيت من استهداف النازيين المباشر للضريح ومحتواه.
وقرر ستالين شخصيا إبعاد جثمان لينين عن موسكو بعد عشرة أيام من بدء غزو الألمان للاتحاد السوفيتي، كما ارتأى ضرورة نقل الجثمان العاجل في قطار سري إلى مدينة تيومين، الواقعة وسط سيبيريا.
وفعلا، نقل الجثمان خلال أيام بقرار من ستالين، في قطار سري مجهز لامتصاص الصدمات وبنظام تحكم حراري للحفاظ على هيئة الجثمان وتماسكه الفيزيائي، وذلك في 22 يوليو 1941. كما رافق جثمان لينين فريق كامل من الأخصائيين السوفيت، بالإضافة إلى فريق أمني كبير لضمان سلامة الرحلة الطويلة.
مكث جثمان لينين 3 سنوات وتسعة أشهر في مدينة تيومين، أي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ودحر الألمان في عام 1945.