مارجوت كيدر.. ضحية لعنة سوبرمان والأمراض النفسية
مارجوت كيدر
سالي حسام الدين
الثلاثاء، 15 مايو 2018 03:00 م
مارجوت كيدر .. نجمة سوبرمان التي قامت بدور البطولة أمام كريستوفر ريف ربما كانت أكبر من أصيبوا بلعنة سوبرمان، ومع ذلك ظلت تنكر هذا حتى وفاتها يوم أمس عن عمر 69 عاما.
مارجوت كيدر كانت في مرحلة النجومية من حياتها لولا أن مخرج سوبرمان تشاجر معها فكانت النتيجة أن قام بحذف أغلب مشاهدها من الفيلم.. وخرجت هي من الفيلم بلعنة ألا تجد دورا جديرا بها لباقي حياتها.. لكن توابع اللعنة لم تقف معها هنا حيث لازمتها للنهاية.
كيدر حاولت الصعود للنجومية أكثر من مرة لكن الإحباط الذي لاقته نتج عنه الإدمان ثم انهيار زواجها وخسارتها معظم أموالها، كل هذا أثر على حالتها النفسية حتى أصيبت بمرض نفسي هو "اضطراب الشخصية الحدية".
وفي عام 1996 بعد إنتهاء من تصوير دورها في مسلسل تلفزيوني صغير اختفت تماما وظلت مفقودة لأيام حتى تم العثور عليها بعد 4 أيام تحديدا وكانت في حالة هيستيرية وتتصرف بخوف حيث وجدتها الشرطة مختبئة بين الأشجار وكانت ملابسها متسخة وتعاني الجوع، وبسبب حالتها الصحية تلك لم يعد هناك من يريد توظيفها في أي دور لدرجة أنها اضطرت للتخلي عن منزلها وأصبحت لفترة من المشردين.
مارجوت كيدر قالت سابقا في حوار مع مجلة بيبول، "سبب كل مشاكل كانت هذه الحالة من التأرجح المزاجي التي يمكنها الإطاحة بمبنى".. هذا المرض الذي أصاب 9 مليون أمريكي وجعل مارجوت كيدر من النشطاء في مجال التوعية بخطورة المرض، كان سبب إصابتها به فيلم "سوبرمان" وما تلاه من حظ سيئ.
وقالت أيضا عن مرضها ومعاناتها معه "إنه من الصعب أن تقنع شخصا مهووسا بأن هناك شئ خاطئ في حياته.. لا تكون هناك رغبة في النوم كذلك تمتلئ رأسك بالأفكار سواء التافهة أو المهمة في وقت واحد".
من أسوأ المواقف التي تعرضت لها كيدر أيضا بعد ذلك هو ما حدث لها في مطار لوس أنجلوس حيث كانت تنتظر طائرتها وبينما هي واقفة ظلت تنتابها أفكار بأن زوجها الأول الروائي توماس مكجوان والمخابرات الأمريكية يريدان قتلها، وبلغ منها الأمر أن أبلغت صحفيين من قناة WBIR التلفزيونية قائلة "زوجي السابق أستأجر أشخاص لقتلي".. بينما المذيع تيد هال قال بعدها "كان يمكنني بوضوح رؤية أنه لا توجد هناك مؤامرة.. هذا الأمر حزين كانت تبدو متسخة ومتعبة".
وفي حوار صحفي آخر لها قامت بإلقاء حقيبة يدها أمام الصحفيين لأنها كانت تؤمن بأن هناك قنبلة فيها.
أما عن فترة بقائها في الشوارع فحكت مارجوت كيدر لمجلة "بيبول" بأنها كونت صداقات مع مشردين أخرين وقالت "كان بينهم شخص يدعى شارلي وكان صديقا مقربا وأعطاني مكان أنام فيه على كارتونة على الأرض على جانب الطريق، وكان يعتني بي وأنا مريضة أشعر بالجوع والبرد" .. "وعندما كنت أصاب بنوبات الرعب كان يبقى معي ويمسك بيدي حتى أهدأ".
ولكن حتى بعدما عادت لعائلتها كانت ترفض العلاج بشكل طبيعي .. كانت لا تريد تناول عقاقير الليثيوم لأنها كانت قريبة من الحد الأدنى لدرجة التسمم..وبدلا من تناول الدواء المعتاد قامت باللجوء للمعالجة الكندية إلينا كريبين التي تخصصت في العلاج بالإبر والعلاج النفسي للقضاء على نوبات الفزع والبارانويا.. ورغم أن العلاج غير تقليدي لكنه ساهم في تحسنها بشدة حتى استعادت مارجوت كيدر توازنها وأصبحت من النشطاء الذين يجمعون التبرعات لمساعدة المرضى بنفس المرض وزيادة الوعي العام بخطورة المرض.
لا يفوتك