رموز أدبية وسياسية روسية..تعرف عليها..تشيكوف وديستوفيسكي ولينين وستالين
نستعرض في السطور التالية رموزا أدبية وسياسية روسية، مع نبذ مختصرة عن أدوارهم في إثراء كل مجال من مجالات إبداعهم.
أنطوان تشيكوف
بفضل المترجم الكبير الراحل الدكتور أبوبكر يوسف، تعرفنا على أعمال القاص، والروائي، والمسرحي، عملاق الأدب الروسي، أنطوان تشيكوف، الذي لم تكن حياته سهلة، كانت روسيا تجتاز فترة حالكة من تاريخها، عاصرها تشيكوف، فالقيصر ألكسندر الثاني اغتيل عام 1881، وكان اغتياله فاتحة عهد إرهاب حكومي، على الرغم من أن هذا القيصر يعود إليه فضل إلغاء الرق في روسيا القيصرية، وتحولت البلاد إلى دولة تسيطر عليها أجهزة البوليس السري في عصر الكسندر الثالث، الذي كان رجعيا متعصبا، قضى على حرية الرأي، عاصر تشيكوف هذه الأجواء، وصور هذه الأجواء في أعماله، ولم يتلاعب بالأفكار، أو ينحاز للديكتاتورية، كما لم يلتزم إلا بفلسفة الفن، الكتابة اليوم عن آثار تشيكوف لا تكفي في بضعة سطور، ولكن آثاره تركت بصمات في أقلام كافة المبدعين المصريين الذين تأثروا به وعلى رأسهم يوسف إدريس.
أنطون تشكوف
فيدور ديستوفيسكي
كانت حياة ديستوفيسكي شديدة الثراء، مثلها مثل حياة "تشيكوف"، الأول اشتهر بورطاته المالية، وكتابته أعمال خالدة، من أجل تسديد ديونه، هو اشتهر أيضا بـ"المقامر" أحد عناوين روايته، وكذلك "الجريمة والعقاب" إحدى أشهر روائع الأدب الروسي، وكان فيودور ديستوفيسكي قد تعرض للاعتقال عام 1849، لنشاطه السياسي، ونجا من الموت رميا بالرصاص بأعجوبة، ونفي في آخر لحظة إلى سيبيريا، حيث قضى 3 سنوات فيها يعاني من البؤس والعذاب، مما أثر عليه، وجعله يتحول إلى الدين والصوفية، وهو ما يظهر في أعماله، التي من أشهرها "الجريمة والعقاب" و"الأخوة كرامازوف".
فيودور دستوفيسكي
"لينين" مفجر الثورة البلشفية
ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف "لينين" في عائلة روسية مثقفة في العاشر من أبريل عام 1870، في إحدى مدن نهر الفولجا، ودرس الماركسية وانخرط في النضال الثوري ضد حكم القيصر المطلق منذ مراهقته، وفي عام 1887، فصل من الجامعة لاشتراكه في اجتماع ثوري طلابي، وتم اعتقاله، ونفيه، وخضع لمراقبة الشرطة، وعام 1894 كتب كتابا عنوانه : من هم أصدقاء الشعب، وكيف يناضلون ضد الاشتراكيين الديموقراطيين، كان الكتاب موجها ضد الشعبيين، وهم جماعات من المثقفين الثوريين، الذين كانوا يعتبرون أن الرأسمالية لن تتطور في روسيا.
تعرض لينين للنفي والسجن، إذ قضى 3 سنوات في سيبيريا بين عامي 1897 و1900، كما سجن في سجن بطرسبرج، وظل فيه ما يزيد عن 14 شهرا، وحيدا في زنزانة انفرادية.
في المنفى صاغ لينين مخططا لإنشاء حزب ماركسي في روسيا، وصحيفة سياسية، لكنه اضطر للسفر خارج روسيا بعد انتهاء فترة نفيه، لحظر الحكومة القيصرية أن يقيم فيها، فانتقل من نفي إلى نفي آخر، حيث عاش في ألمانيا، ومنها انتقل إلى لندن.
في ربيع عام 1912، صدرت بمبادرة عمال بطرسبرج، جريدة بلشفية، يومية هي "البرفدا" التي صارت أهم الصحف الروسية، حتى فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عام 1912، وقبل خمس أعوام من اندلاع الثورة البلشفية في روسيا القيصرية، والإطاحة بحكم القيصر في الإمبراطورية الروسية، انتقل لينين من باريس إلى بولونيا، وحل في مدينة تسمى كراكوفيا، عاش فيها أكثر من عامين، حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى، فاعتقلته السلطات النمساوية واتهمته بالتجسس لصالح الحكومة القيصرية.
في الرابع من أبريل صاغ لينين، في اجتماعات لزملائه البلاشفة، الموضوعات التي دخلت التاريخ باعتبارها موضوعات أبريل، ولعبت دورا حاسما في تحديد نهج الحزب الصحيح في الظروف التاريخية حيث عرض لينين خطة جامعة للنضال في سبيل الانتقال من الثورة الديموقراطية البرجوازية التي أعطت الحكم للبرجوازية، إلى الثورة الاشتراكية التي ينبغي لها أن تضع الطبقة العاملة وأفقر الفلاحين في سدة الحكم.
لينين
ستالين..البلشفي المتوحش..الذي انتصر على هتلر
ستالين..البلشفي المتوحش..الذي انتصر على هتلر
ساقت الأقدار جوزيف ستالين إلى أحرج فترات الاتحاد السوفيتي التاريخية، لينقذه من غول الاستعمار الألماني، في الحرب العالمية الثانية، العجيب أن الرجلين كانا صديقين، لكنهما انقلبا على بعضهما كما تنقلب الثعالب بينما تقتسم حظيرة.
في العام 1905 تم انتخاب ستالين وناشطين آخرين لتمثيل البلاشفة في المؤتمر البلشفي في القوقاز، وفي 7 يناير 1906 التقى ستالين لينين لأول مرة، وكان معجبا به وبشخصيته، وبعد المؤتمر عاد ستالين إلى جورجيا.
جمع ستالين تبرعات من أجل الحزب البلشفي، وحينما اندلعت الحرب الأهلية، عام 1917، بين الجيش الأحمر بقيادة لينين، وبين الجيش الأبيض الذي سانده الأغنياء ورجال الدين، والمقاتلين المناهضين للبلاشفة، اختار لينين ثمانية أعضاء للمكتب السياسي من ضمنهم ستالين وتروتسكي، ومنح الأول الإذن بالقيام بعمليات عسكرية ضد القوات البيضاء القريبة من منطقة تساريتسين.
بعد انتصار البلاشفة في الحرب الأهلية أواخر 1919، قاد ستالين الجيش الأحمر في بيلاروسيا، وعارض قرار لينين بتصدير الثورة غربا إلى أوروبا، واقترح تأجيل الهجوم على بولندا، لكن لم يصغ له أحد، وتم سحب قوات الجيش الأحمر من أوكرانيا استعدادا للهجوم على بولندا.
عام 1922، صعد ستالين إلى منصب سكرتير الحزب، وبعد موت لينين في يناير 1924، تآلفت الحكومة الروسية من ستالين، وكامينيف، وزينوفيف، ولم يلبث أن تغلب عليهما وأقصاهما من اللجنة المركزية والحزب عام 1927، منفردا بالسلطة.
جوزيف ستالين
اقرأ أيضا:
بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة..7 محطات مهمة في حياة بوتين