" لم أعد أقدر أن أحبك أكثر، هذا هو المدى الأخير لذراعي، هذا آخر موتٍ.. أموته مع امرأة، ولم يعد يمكنني أن أموت أكثر"، قصيدة الموت الأخير لنزار قباني حملت بين طياتها رسالة تحققت بعد العديد من الأعوام في قصص حب حقيقية، ألا وهي عندما يسطر القدر آخر سطر للقصة.

يعد "الحب الحقيقي" بالنسبة للكثيرين شيء لا يحدث إلا في الحكايات الخرافية أو الكتب حيث أن غالبية العلاقات هذه الأيام لا تدوم، وعلى الرغم من هذا هناك بعض القصص المذهلة التي تثبت أنه لا شيء مستحيل، هناك أشخاص من كثرة صدق مشاعرهم يتحد معهم القدر حتى الموت، هذا هو الحال مع الزوجين جانيت وأليكساندر توكزكو، المقيمين في ولاية كاليفورنيا واللذين اجتمعا في سن 8 سنوات فقط، ومنذ هذا الحين ولم ينفصلا عن بعضهما، وعندما اقتربا من 75 سنة من الزواج، بدا الأمر وكأن الموت سيفصلهما.

جانيت وأليكساندر

أحب ألكساندر، البالغ من العمر 95 عامًا، لعب الجولف حتى تدهورت حالته الصحية نتيجة لسقطة قد تعرض لها قبل أسابيع قليلة من وفاته، على الرغم من أنه ذهب إلى العديد من الأطباء، إلا أن صحته لم تتحسن وأخذت تسوء مع مرور الوقت، لاحظت "جانيت" أن زوجها لم يتحسن، حتى بدأت تعاني هي الأخرى من مشكلات صحية تركتها طريحة الفراش، تمامًا بجانب زوجها، ولكن على الرغم من قلة قوتها، طلبت وضع سرير المستشفى بالقرب من زوجها لرعايته حتى النهاية.

هذا الوقت بالتحديد كان الزوجان ليس لديهم قدرة على الخروج من السرير وهو ما جعل حالة من الاكتئاب تسيطر عليهما، ومع هذا كان كلاهما ينتظر بفارغ الصبر يوم التاسع والعشرين من يونيو، حتى يحتفلا بعيد زواجهما الـ" 75 "، ولكن لم يحالفهما الحظ في هذه الخطوة ولكن قدم لهم هدية أكبر من هذه، حيث أراد الزوج أن يأخذ أنفاسه الأخيرة بين ذراعيها وبمجرد أن حدث ذلك توفي الإثنين معًا في سرير واحد في الـ"17" من يونيو، وتم توثيق قصة الحب هذه من قبل إيمي توكزو، ابنة الزوجين، التي قررت مشاركة قصتها وتحريك مشاعر العالم بأسره.

هيزل وليوناردو

لم تختلف قصة حب هيزل وليوناردو شيري كثيرًا، حيث ظل معًا لمدة 74 عامًا ولم يتمكن الموت أيضًا من فصلهما، كانا حبيبين منذ فترة الثانوية، ثم توج ذلك الحب بالزواج. 

كان ليونارد شيري طيارًا قاذفة ب -24 بعد تجنيده في سلاح الجو في الجيش في بداية الحرب العالمية الثانية، تمركز في قاعدة فورت وورث، ودرب آخرين على التحليق بالطائرة، بعد ذلك امتلك مشروع إصلاح السيارات الخاص به، وكان يعمل هو وزوجته حتى عام 1980، حتى قررا أن يتفرغا لأحفادهم، وذلك حتى مرت الأيام وتوفي ليونارد شيري في الساعة 1 بعد ظهر يوم الخميس، في ذات اليوم توفت زوجته في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، ولم يتضح سبب الوفاة، ووثقت هذه القصة من قبل حفيدهما" كريج شيري".