"ناس بلا إنسانية".. قصتها تجعل البشعة في نظرهم أجمل أمرأة في العالم
البشري لا يلزم أن يكون إنسانًا
"هل أنت إنسان؟".. سؤال يحتاج إلى تفكير عميق قبيل الإجابة عليه، فكونك بشرًا لا يعني إنك بالفطرة إنسان، فـ"الإنسانية" كلمة ليست بالعادية وإنما هي في الأصل دلالة على التزام الفرد بالكثير من الأمور أبرزها الإتزان الأخلاقي.
«ناس بلا إنسانية»، نظرية تنطبق على أشخاصًا متواجدون بالفعل في كافة المجتمعات وكل الأزمان، فهناك بعض القصص الواقعية التي تدل على صحة تلك النظرية.
مجتمع جعل من القسوة شعارًا لمبدأه
إحدى هذه القصص خاصة بسيدة إنجليزية تدعى "ماري آن بيفان" ولدت في 20 ديسمبر من عام 1874،و كانت تملك جمالًا متواضعًا ليجعلها أمرأة كمثل بقية النساء التي زاملنها في مهنة التمريض، وتزوجت في عام 1903 من بائع زهور وأنجبت منه أربعة أطفال.
عاشت ماري مع زوجها وأبنائها حياة هادئة لم تدم لبضع سنوات حتى أصيب بمرض "العملقة" النادر وهي بالعمر الثاني والثلاثين، والتي تتضمن أعراضه تغير ملامح الوجه تمامًا لتبدو بمظهر قبيح فضلًا عن إزدياد حجم أطرافها.
هذا الأمر لم يكن محل صخب، حتى وفاة زوجها بعد 11 سنة من المعيشة برفقته، وكان لازمًا عليها الإنفاق على أبناءها وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولكنها لم تقدر على العالم.
ربما نظن جميعًا، أن مثل هذه الحالة سيتعامل معها المجتمع المحيط بمزيد من العطف والدعم، إلا أن ما حدث لم يكن إلا صفات دالة على قبح قلب البشر وغلظته، فلم تقصد "ماري" بابًا للعمل إلا ووجدته مغلقًا بسبب وجهها القبيح ومرضها، حتى ازدادت عليها الديون ولم تعد قادرة على العيش وإحياء أبناءها.
رمت بكرامتها وسقطت قتيلة لمتعتهم من أجل عزةً أنجالها
وقفت ماري أمام مرآة بيتها تنظر إلى وجهها الذي غطت ملامحه القبيحة جمال قلبها، وقررت أن يكون هذا الوجه القبيح مصدرًا لرزق أبناءها، حتى وإن كان مصيرها الإهانة والإذلال من قبل مجتمعها، فذهبت للاشتراك بمسابقة نظمت في ذلك الحين تحت عنوان "أبشع أمرأة في العالم" جائزتها 50 دولارًا.
المجتمع الذي أغلق أمامها أبواب الرحمة، صوت لاختيارها ملكة القبح بغرض أن يمتع عينه بعرض مسرحي هزلي تجسده أمرأة تضحي بكرامتها من أجل إطعام أطفالها.
فوز المرأة العملاقة بالمسابقة، لم يكن النهاية، وإنما كان سبيلًا جديدًا لتستكمل الانفاق على تربية أبنائها وتعليمهم، فشاركت بصفتها التي لقبها بها المجتمع كأبشع إمرأة في العالم في العديد من العروض المسرحية التي تقدم بالسيرك، فتهافت عليها الزوار للسخرية منها.
ورغم ألمها النفسي إلا أنها قررت الاستكمال في مسيرتها من أجل مستقبل أفضل لأبنائها، حتى سقطت في أحد العروض المسرحية عام 1933، وظن الجمهور أنها تجسد دورًا لتمثال من أجل إمتاعهم وإضحاكهم، إلا أنها في الحقيقة قد ماتت لتنتقل إلى عالم أفضل لا ينظر المجتمع إليها فيه كشخص بشع وإنما يحتفي بها كأجمل أمرأة في العالم لما قدمته من كفاح لأجل أطفالها.