6 مشاهد ترسم علاقة جيرارد بـ"ليفربول"
عاشقا لكرة القدم منذ الصغر، نشأ في بيئة يسري في عروقها عشق ليفربول، على هذا ولد أسطورة الريدز ستيفين جيرارد.
أحب جيرارد ليفربول بجنون، لكن السر كان في جورج جيرارد والده الذي اعتنق حب النادي كما يعتنق البشر ديانتهم، ليفربول في ذلك المنزل كان بمثابة العقيدة المرسخة في الأذهان، يتبعون تعاليمها ويؤمنون بقوانينها.
ليفربول ينقذ قدم جيرارد
كأي طفل في عمره تعلق بتلك القطعة المستديرة، حتى كاد يكلفه عشقه اللا متناهي لها تدمير حياته، حينما سكنت الكرة ذات مرة وسط غابة من الأشجار، ليركض ذلك الصغير ورائها ويقرر جلبها بقدمه التي يداعبها بها دائما، ولكن سرعان ما صرخ من قسوة الألم لحظة ارتطمت فيها قدمه بشوكة كبيرة، ليقرر الطبيب قطع إصبعه الأصغر خوفا من تفشي العدوى، ولولا طبيب أكاديمية ليفربول الذي رفض ذلك، لما كانت ازدادت الساحرة المستديرة جمالا بلمساته.
جيرارد بزي إيفرتون
جيرارد ورث حب ليفربول عن والده، والذي أبى أن تحتفظ ذاكرة نجله بلحظة عاد فيها جيرارد ذو السابعة من عمره فرحا بزي إيفرتون والذي أهداه إياه خاله، الذي اصطحبه دون علم والده لإلتقاط صورة وسط درع الدوري وكأس الرابطة التي حققهما إيفرتون عام 1987، فاستشاط جورج غضبا وهرول إلى غرفة صغيرة مصطحبا صورة لأسطورة ليفربول كيني دالجليش، قائلا له: "هذا هو الأسطورة التي يجب أن تتبع خطاها بكل فخر"، لينضم جيرارد في العام التالي إلى كتيبة أبناء أكاديمية ليفربول ويلتقي بمايكل أوين الذي أصبح رفيق حبه للكرة في الأندية والحدائق والشوارع والطرقات.
هيلزبروه
رغم أن جيرارد كان طفلا وقت حادثة هيلزبروه، إلا أن القدر كان حريصا مرة أخرى على ربط جيرارد بعشقه ليفربول من خلالها.
قائد ليفربول لم يسلب منه طيلة حياته عمرا قضاه في معقل النادي فقط، إنما خطف القدر رفيقه "جون بول" ابن عمه في حادثة "هيلزبروه" التي تعد هي الأسوأ في الملاعب، ليظل الرباط وثيقا بين جيرارد وليفربول مدى الحياة.
الظهور الأول
في التاسعة عشر من عمره قرر مدرب الفريق الأول لليفربول حينذاك جيرار أولييه تصعيد ذلك الصبي الماهر في مباراتهم أمام سيلتا فيجو بكأس الاتحاد الأوروبي وإهدائه الرقم 28 الذي كانت فرحته به تفوق الخيال، حتى حانت تلك اللحظة التي تحقق فيها حلم عائلته بالكامل في التاسع والعشرين من نوفمير لعام 1998 أمام بلاكبيرن، نعم شارك جيرارد لدقائق قليلة ولكنه دون اسمه ضمن لاعبي الفريق الأول بجدارة.
وعلى الرغم من أن الجمهور قابله بفتور إلا أنه بعد ذلك أصبح معشوقهم الأمثل وأول من تتغنى باسمه جماهير "الكوب" وقت نزوله للملعب.
الوفاء بالعهد
طوال مسيرته المشرفة، رفض جيرارد العديد من العروض التي كانت لتجلب له المال والشهرة والبطولات أكثر مما منحه ليفربول، فمحاولات من بيرلو وأنشيلوتي في ميلان، ثم مورينيو حينما درب إنتر ميلانو ثم ريال مدريد وأخيرا تشيلسي جميعها بائت بالفشل، وقتما وقف إنتمائه حاجزا منيعا، حتى قالوا عنه " ما يربط جيرارد وليفربول هو شئ غير قابل للكسر".
قبل أن يعود المدير الفني للفريق براندان رودجرز ليؤكد على أن أصعب سؤال وجه له هو "صف ستيفن جيرارد في كلمة واحدة"، فلم يجد مدربة سوى تلك الإجابة "هو ليفربول".
الوداع الأخير
وهنا في الخامس عشر من مايو لعام 2015، بدموع احتبست في عيناه وبلمسات أخيرة للافتة علقت على مدخل أنفيلد مع ممر شرفي هيء خصيصا لإستقباله، ومدرجات امتلأت عن آخرها، وبحذاء صنع خصيصا لقدماه الساحرتان، ودع ستيفين جيرارد معقل ليفربول بعد سبعة عشر عاما قضاهم في أحضان آنفيلد رود الذي حمل من الذكريات المبهجة والمؤلمة ما لن تكفيه الأيام لسردها.
وحينما أبت صغيرته لورديس أن تنصت آذانها لهتافات الوداع، رفض جيرارد مرور تلك اللحظة دون أن ينمي بداخل صغيراته الثلاث ما تركه والده في ذاكرته منذ الصغر وهو "الحب الخالص فقط لليفربول".
45 ألف متفرج قرروا توديع جيرارد بكلمات تلك الأغنية التي لطالما تغنوا بها لفريقهم، ولكن هذه المرة جيرارد ملكهم المتوج على عرش قلوبهم هو من يستحقها، بأصوات هزت أرجاء الملعب رددوا "لن تسير وحدك أبدا يا جيرارد"، وهم على العهد سيبقون.