التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 02:16 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو | توتي..ديل بييرو.. والوسيط الروحي .. هل كان الحب لأسباب صحيحة ؟

"بصفتي خبيرة في فن العلاقات ، يؤسفني القول أن هذه العلاقة لن يكتب لها النجاح .. أنت تحبها لأسباب خاطئة ، أنت منجذب لها لأنها أمينة وجيدة في العمل .. هذه أسباب لا تؤدي إلى علاقة ناجحة".

تجسدت هنا عبقرية برونو هيلر ، في وصف هذا المشهد  ،الذي كان أبطاله بدون منازع "إيريكا فلين" و"باتريك جاين" أو سيمون بيكر ، بطل الدراما الرائعة "الوسيط الروحي" الذي سيطر على قلوب وعقول الجماهير على مدار 7 مواسم كاملة.

ما بين الدراما وكرة القدم علاقة وثيقة ، لا يمكن تخيل كرة القدم بدون دراما من الأساس ولكن ، هل حقاً هناك أسباب صحيحة وخاطئة للحب في كرة القدم .. في جنة كرة القدم ، في أرض الرومانسية ، في إيطاليا ، لم تكن قصص الحب كغيرها من القصص لكن النهايات ، ربما لم تتناسب طردياً مع هذا القدر من الحب.

"وما هي الأسباب الصحيحة إذن" ؟

"من تحبه يجب أن يرى الدنيا كما تراها ، يضحك على الأشياء التي تضحك عليها أنت أيضاً ويريد الأشياء التي تريدها".

تلك ما ردت به إيريكا على باتريك جاين ، عن الأسباب التي زعمت أن علاقته العاطفية بتيريزا ليزبن زميلته في العمل ستفشل بسببها ، هي أسباب تبدو في ظاهرها منطقية للغاية وعميقة إلى أبعد مدى ولكن ماذا عن كرة القدم ، هل تحتاج هي الأخرى إلى أسباب من أجل الحب.

بعد سنوات طويلة من العطاء ، اكتفى فرانشيسكو توتي بتحقيق ألقاب قليلة للغاية مع فريقه روما الذي رفض توتي الدفاع عن ألوان أي فريق آخر باستثناءه ، توتي ضحى بأموال ريال مدريد ومانشستر يونايتد وأندية أخرى من أجل روما ، ضحى بالألقاب من أجل أن يكون ملك روما ، أصبح توتي هو الملك في العاصمة الإيطالية ولكن على مستوى كرة القدم هل حقاً كان توتي وروما يران عالم كرة القدم بنفس الطريق ؟ هل حقاً أراد روما ما أراده توتي  ؟.

 توتي الذي أراد أن يرى فريقه منافساً على الألقاب هل ساعدته إدارة ناديه ؟ هل وفرت له لاعبين قادرين على العطاء أو حتى على حب الفريق بنفس الطريقة ؟ ، الواقع لا يقول ذلك فروما حتى الآن وفي ظل إبتعاد أندية ميلانو عن الواجهة ، غير قادر على منافسة يوفنتوس ، خرج روما من كأس إيطاليا ومن الدوري الأوروبي الأسبوع الماضي كذلك ، الجمهور في حالة غضب وتوتي هو من يتصدى دائماً ، هذه المرة بدا الامر مختلفاً بعض الشيء فنظرة توتي إلى الجمهور كانت مليئة بالكثير من الحسرة والحزن والأسى على تاريخ للاعب ربما لن تجود الملاعب الإيطالية بمثله في يوم من الأيام.

من العاصمة إلى الشمال ففي تورينو تبدو التراجيديا حاضرة ، أسطورة يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو قرر أن يحمل ناديه على أكتافه وهو في الدرجة الثانية فقررت إدارة النادي رد الجميل بالتخلي عنه في عام 2012 وعدم تجديد عقده لأسباب غير مفهومة حتى وقتنا هذا ، لم يكن للأمر علاقة بكرة القدم فمستوى ديل بييرو وقتها كان أفضل من كل "احتياطي" يوفنتوس على أقل تقدير ، هنا يطل السؤال برأسه مرة أخرى ، هل حقاً أحب ديل بييرو يوفنتوس لأسباب صحيحة ؟ هل كان الأفضل هو الذهاب إلى خارج أوروبا أم الذهاب لفرق كانت تنتظر "إشارة" واحدة فقط من قبل من أليكس على غرار أرسنال وميلان؟.

ربما تبدو الإجابة واضحة "عملياً" فالكل يرى ما يقدمه المايسترو أندريا بيرلو مع اليوفي بعد انتقاله من ميلان الذي ربما كان يرى مسئولوه أن بيرلو انتهى كروياً ، ديل بييرو فضل حب الجمهور على مصلحته الشخصية فانتقاله لميلان مثلاً كان يعني أرق شديد لجماهير يوفنتوس التي لم تكن لتطيق رؤية أليكس بقميص آخر في إيطاليا تحديداً ، ربما كان حال ديل بيرو الذي فاز كثيراً مع يوفنتوس أفضل من توتي في هذه الناحية لكن أليكس بالتأكيد لم يكن يستحق مثل هذه النهاية.

ديل بييرو

انتهت رحلة ديل بييرو مع يوفنتوس وشارفت رحلة توتي على النهاية مع روما ، فهل كانت أسباب الحب الصحيحة ؟ هل الحب يكفي في مثل هذه الحالات ؟ ، هل ستكون قصصه أكثر إثارة لأطفالهم من قصة الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم ؟ .. في العموم يمكنك أن تبارك لجاين وليزبن  فقد تزوجوا في الحلقة الأخيرة من الوسيط الروحي.