كريستيانو رونالدو.. مادة يدرسها طلاب جامعة كندية
حصل أفضل لاعب كرة قدم في العالم "كريستيانو رونالدو" على العديد من الجوائز والتكريمات، كما خصصت متاحف تذكارية لتوثيق إنجازاته، وجسدته عدة تماثيل تذكارية، ورغم ذلك كتبت جامعة كندية سطرا جديدا في سجل أمجاد اللاعب الذي احتفل قبل أيام بعيد ميلاده الثلاثين.
حيث سيدرس طلاب جامعة UBC الكندية، مادة خصصت لدراسة النجم البرتغالي، ولكن وعلى عكس ما قد يتوقع البعض، لن يدرس الطلاب الطريقة المميزة لرونالدو في تسديد الركلات الحرة، أو قفزاته القياسية التي سجلها مع إحرازه الأهداف بضربات الرأس بقدرات لا تقل عن قدراته في إحراز الأهداف بكلتا القدمين، أو قدراته المميزة في المراوغة والتمرير التي شهدتها العديد من ملاعب كرة القدم الأوروبية والعالمية.
ولكن سيكون رونالدو محورا لمادة سيدرسها طلاب السنة الرابعة في قسم الاجتماع، ويفسر البروفيسور لويس أجيار المدرس المساعد بالجامعة الكندية، اختياره بأن رونالدو أكثر من لاعب كرة قدم، فبجانب نجاحاته الرياضية التي أوصلته إلى القمة، يرى أن لرونالدو تأثيرا ثقافيا واجتماعيا، كونه رمزا للنجاح والإثارة، بشكل يتخطى مجال كرة القدم والرياضة إلى مجالات أوسع تأثيرا.
ويوضح أجيار، أن فكرة تدريس مادة عن رونالدو ترجع إلى العام 2013، وتحديدا لمبارة البرتغال مع السويد، التي سجل فيها رونالدو ثلاثة أهداف قادت البرتغال للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل على حساب رفقاء زلاتان إبراهيموفيتش، حيث تابع أجيار انفعال المعلق البرتغالي فرحا بالهدف، ما جعله يدرك ما يحمله رونالدو من قيمة في البرتغال ومدى تقدير الجماهير لإنجازه.
كريستاينو رونالدو الذي يعد أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم وأكثرهم شهرة، قد يتمنى ملايين الطلاب حول العالم أن يكون محور دراستهم، حيث ستكون فرصة لهم لتبادل النقاشات حول كرة القدم وأهداف النجم البرتغالي في الفصول الدراسية، ولكن لن يكون ذلك هو الحال مع طلاب UBC الذين لا يعرف الكثيرون منهم من هو رونالدو تحديدا، وليس ذلك بغريب، حيث تعتبر رياضة هوكي الجليد هي الأشهر والأوسع انتشارا في كندا، التي تعد بجانب الولايات المتحدة والهند، ضمن الدول المعدودة التي لا تكتسب فيها كرة القدم صفة اللعبة الأكثر شعبية حتى الآن، وهو أمر يتغير مؤخرا بشكل ملحوظ.
ولكن عدم معرفة الطلاب بكرة القدم ونجومها لن يكون عائقا أمام دراستهم، حيث سيكون رونالدو محورا لمناقشة العديد من القضايا والظواهر المجتمعية، باعتباره ظاهرة اجتماعية، ورمزا للمواطنة العالمية، وقد صرح أستاذ علم الاجتماع عن تمنيه أن تتاح لطلابه فرصة مقابلة رونالدو في الفصل الدراسي، حتى ولو كانت المقابلة عن بعد عبر برنامج المحادثات Skype.
ومع ازدياد معرفة الطلاب وأستاذهم عن كرة القدم، فقد يكون محور الدراسة في العام القادم هو لاعب كرة قدم آخر، أوراجواياني الجنسية ويلعب في الدوري البرازيلي، وعلى الرغم من عدم كونه ضمن الأفضل أو الأشهر في العالم، فقد يهتم به أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الكندية وذلك لأنهما يحملان نفس الاسم "لويس أجيار".