"ابنى فى ابنك ولا تبنى لابنك".. مثل قديم كثير من يعرفه وقليل من يعمل به، فليس كل من ينجب يهتم بأبنائه، وليس كل من لديه أبناء يسعى لتحقيق نجاحهم ومساعدتهم فى بناء الطموح، فهناك العشرات يفعلون ذلك وهناك العشرات أيضًا يدفنون أبناءهم أحياء بسبب الجهل والفقر والمرض.

دينارا أو "داشا" كما يطلقون عليها، أصغر بطلة تنس أرضى بأسيوط، استطاعت بفضل الله ثم والدها واهتمامه بممارستها الرياضة منذ نعومة أظافرها أن تحصل على 4 بطولات على مستوى الجمهورية، وهى لا تتعدى الـ7 سنوات من عمرها، بل وساعدها على تميزها فى التحدث باللغة الروسية قبل أن تصل إلى عامها السادس.

لم يهتم والدها لأمر كونها أنثى، وأنه بمساعدتها على اجتيازها تلك التمرينات والتدريبات يضرب بالعادات والتقاليد الموجودة بالصعيد عُرض الحائط، والتى طالما كانت عائقًا أمام الفتيات الصغار منهن والكبار بالصعيد، فكثيرات تمنين أن يصبح لهن بصمة موثقة رياضيًا أو فنيًا أو اجتماعيًا، إلا أن تلك الأقاويل الساذجة التى تندرج تحت مسمى العادات والتقاليد، أغلقت الباب أمام أحلامهن، وأجبرتهن على التقوقع داخل الشرنقة، التى تنتهى بعبارة واحدة "انتى بنت ومايصحش كدة ده للأولاد ما ينفعش البنات تلعب فى النادى".

دينارا ياسر محمد حسن لم تتجاوز السبع سنوات من عمرها، ولم تقو يدها بعد على حمل مضرب التنس، إلا أنها استطاعت وبقوة تحقيق ما فشل فيه شباب من الذكور يكبرونها بسنوات كثيرة، يقول والدها كابتن ياسر إن ابنته دينارا بدأت تدريب التنس منذ 3 سنوات تقريبا وكان عمرها 3 سنوات وبضع أشهر، حيث كان يصطحبها معه الى الملعب لتشاهده وهو يلعب، ولكنها بدأت فعليًا فى التدريب على اللعب منذ أن كان عمرها 4 سنوات، وبدأ هو فى تدريبها بنفسه ولاحظ من خلال تدريبها سرعتها فى رمى الكرات فى ضرب الباك هاند والفور هاند.

وأضاف: "بدأت داشا أولى بطولاتها من أسيوط فى سن السادسة من عمرها، وحصلت خلالها على المركز الثانى على الجمهورية، وحققت نجاحًا مدهشًا بسبب موهبتها ثم بعدها دخلت بطولة الجمهورية بالنادى الأهلى وحصلت على المركز الثانى فى بطولة تحت الثمانى سنوات، وحصلت على المركز الأول فى بطولة رابطة التنس وحصلت على المركز الأول تحت الثمانى سنوات، ثم استطاعت الحصول على المركز الأول فى بطولة رابطة التنس تحت التسع سنوات.

وأضاف والدها أن نجاحها لم يؤثر إطلاقًا على تحصيلها العلمى، فهى تتحدث اللغة الروسية، ولديها إمكانيات عظيمة فى التعلم بسرعة، بالإضافة إلى أنها تتمتع بذكاء شديد كان السبب فى حصولها على المراكز السابقة وهى لم تكمل عامها السابع وأنه يتوقع لها مستقبلاً علميًا هائلاً بجانب مستقبلها الرياضى.

وقالت دينارا أو داشا كما تحب أن ينادوها إنها تعشق لعبة التنس الأرضى ووالدها هو قدوتها ومثلها الأعلى وكانت تستمتع باصطحابه لها للنادى حتى عشقت لعبة التنس الأرضى وأضافت أن لها طموح كبير تحلم بالوصول إليه فى لعبة التنس الأرضى وهو التصنيف الأول على العالم والفوز ببطولات الجراند سلام الأربعة، وتتمنى دينارا الحصول على منحة دراسية بالخارج عن طريق التفوق الرياضى.