سمير زاهر.. ظل صالح سليم
سمير زاهر
الثلاثاء، 13 مارس 2018 07:28 م
انتقل ناشئ نادي دمياط لاعب الهجوم سمير زاهر إلى النادي الأهلي في ستينيات القرن الماضي، في وقت كان ينتظر من اللاعب الشاب أن يكون امتدادا لنجم النادي الأسطوري صالح سليم. كعادة من يأتون في أعقاب الأساطير لم يظهر ابن دمياط الثري بالمستوى الذي يرضي طموحات القلعة الحمراء وجماهيرها رغم موهبته الواضحة. مساكين هم الموهوبين الذين يبتليهم القدر بخلافة نجم صنع تاريخا يصل إلى حد الأسطورة.
انتهت رحلة سمير زاهر مبكرا مع كرة القدم، لكنه سجل هدفه الأعظم ضابطا في الجيش المصري مشاركا في صنع الانتصار المجيد، ثم انتظر الرجل بعدها ما يزيد عن ثلاثين عاما، ليصنع أسطورته الخاصة ويتمرد على ظل صالح سليم.
في وقت كان صالح سليم يستمر في سطر أسطورته الخاصة، لاعبا ثم إداريا ورئيسا للنادي الأهلي، تولى زاهر رئاسة اتحاد الكرة المصري في 1996 ومنذ هذا التاريخ قلب زاهر موازين المعادلة الكروية، وصنع تاريخاً يصعب تحطيمه وتجاهله، ووضع بصمة لا تنسى على الكرة المصرية. أصبح صائد البطولات الذي اعتادت الجماهير على غياب الفرحة عن منتخب مصر في فترات ابتعاده عن مقعد الولاية، بغيابه عن الجبلاية تغيب الإنجازات وتنطفئ فرحة الجماهير في المدرجات. احتجنا بعد ذلك إلى ثورة اسمها "محمد صلاح" للخروج من فلك "سمير إنجازات".
ولد سمير زاهر يوم 30 أغسطس عام 1943 فى دمياط، تخرج فى كلية فيكتوريا بالمعادى ثم حصل على بكالوريوس علوم عسكرية، وهو عقيد سابق فى القوات المسلحة، وينتمى لأحد أهم العائلات فى محافظة دمياط.
مشوار زاهر الإداري مع الرياضة، بدأ بتوليه منصب عضو مجلس إدارة نادى هليوبوليس الرياضى عام 1990، قبل أن يقرر اقتحام اتحاد الكرة، ويخوض انتخابات الجبلاية فيصبح عضوًا بالاتحاد المصرى لكرة القدم، عام 1992-1993، ثم تدرج فى المناصب حتى عمل نائبا للجبلاية عام 1994-1996، وبعدها رئيسًا للاتحاد فى الفترة من 1996حتى 1999، ثم فترة رئاسته الثانية التى استمرت منذ 2005 وحتى 2012 ، ورحل بعد مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 مشجعا أهلاويا.
صائد البطولات
الرئيس الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الاتحاد المصرى لكرة القدم، فلم يحقق أى رئيس اتحاد أفريقى أو عربى الإنجازات التى حققها الرجل الذي غيبه الموت اليوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض الخبيث.
فاز زاهر بأربع بطولات للأمم الأفريقية، استهلها بالبطولة المستحيلة فى بوركينا فاسو 1998، ثم أكملها وأتمها بثلاثية الألفية (2006 و2008 و2010)، ليحقق إنجازا لم يسبقه إليه أحد.
التسويق الرياضي
لاحقت زاهر اتهامات كثيرة وقت توليه منصب رئيس الاتحاد، لكن إنجازات الكرة المصرية في عهده كانت السبيل للرد على المشككين.
أدخل الرجل التسويق الرياضى فى مصر لأول مرة، ووضع سعراً للدورى المصرى بدأ بـ3 ملايين جنيه ووصل الآن إلى أكثر من 100 مليون جنيه فى الموسم الواحد.
بعد توقف النشاط الكروى عقب ثورة 25 يناير 2011 أصر على استئناف النشاط، ونجح فى إعادة المسابقة بحضور الجماهير، وشهدت الكرة المصرية فى عهده آخر مباراة قمة بحضور أكثر من 90 ألف متفرج، ولم تنقل مباراة واحدة للمنتخب المصرى خارج أرضه، رغم وقوع مذبحة بورسعيد.
إخفاقات
كأس الأمم الإفريقية 1998 كانت البطولة الأول لمصر منذ 12 عاماً والثانية منذ 39 عاماً، وتسببت في ظهور مصر لأول مرة في تاريخها في بطولة كأس القارات عام 1999.
في الظهور المصري الأول في كأس القارات تعادلت مصر مع بوليفيا (2-2)، ثم بنفس النتيجة مع المكسيك، وأمام السعودية غادر فريق الجوهري البطولة بعد خسارة تاريخية بخمسة أهداف مقابل هدف.
انقلبت الدنيا على رأس الجوهري وزاهر الذي غادر منصبه مستقيلا، قبل أن يعود بعد ست سنوات من الباب الكبير ويدون واحدة من أعظم فترات التاريخ المصري في كرة القدم.
كان الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة شاهداً على أول بطولة لكأس الأمم الإفريقية منذ 8 سنوات، حيث نجح هذه المرة حسن شحاته ورجاله في حصد اللقب عام 2006 في القاهرة.
إنجاز جديد في 2008 ومنتخب مصر يقدم أفضل عروضه على الإطلاق، ثم اكتملت الثلاثية في 2010.
في 2009 شاركت مصر للمرة الثانية في تاريخها في كأس القارات، نتائج مبهرة: خسارة درامية في عرض تاريخي أمام البرازيل (4-3)، والفوز على إيطاليا بطل العالم (1-0)، ثم سقوط مدو أمام أمريكا (3-0) ووداع البطولة، أزمة كبرى جديدة في كأس القارات أيضا.
الشيء الذي استعصى على زاهر كان الصعود إلى كأس العالم، ورغم اقتراب المنتخب في تصفيات 2010 من الصعود، إلا أن خسارة أم درمان قضت على الحلم.
استمر زاهر في منصبه حتى عام 2012، وبعد حدوث كارثة استاد بورسعيد، أعلن استقالته وتنحى عن العمل العام، رغم تلميحه على فترات متباعدة بعد ذلك حول إمكانية عودته لخوض انتخابات رئاسة اتحاد الكرة أو انتخابات الأهلي الأخيرة.
تنحي زاهر لم يكن بإرادته، فجذبه السرطان لمعركة غير متكافئة انتصر فيها نهاية الأمر على الرجل الذي هزم يوما ظل صالح سليم.. صالح سليم الذي هزمه السرطان أيضا.. رحم الله الجميع.
انتقل ناشئ نادي دمياط لاعب الهجوم سمير زاهر إلى النادي الأهلي في ستينيات القرن الماضي، في وقت كان ينتظر من اللاعب الشاب أن يكون امتدادا لنجم النادي الأسطوري صالح سليم. كعادة من يأتون في أعقاب الأساطير لم يظهر ابن دمياط الثري بالمستوى الذي يرضي طموحات القلعة الحمراء وجماهيرها رغم موهبته الواضحة. مساكين هم الموهوبين الذين يبتليهم القدر بخلافة نجم صنع تاريخا يصل إلى حد الأسطورة.
انتهت رحلة سمير زاهر مبكرا مع كرة القدم، لكنه سجل هدفه الأعظم ضابطا في الجيش المصري مشاركا في صنع الانتصار المجيد، ثم انتظر الرجل بعدها ما يزيد عن ثلاثين عاما، ليصنع أسطورته الخاصة ويتمرد على ظل صالح سليم.
في وقت كان صالح سليم يستمر في سطر أسطورته الخاصة، لاعبا ثم إداريا ورئيسا للنادي الأهلي، تولى زاهر رئاسة اتحاد الكرة المصري في 1996 ومنذ هذا التاريخ قلب زاهر موازين المعادلة الكروية، وصنع تاريخاً يصعب تحطيمه وتجاهله، ووضع بصمة لا تنسى على الكرة المصرية. أصبح صائد البطولات الذي اعتادت الجماهير على غياب الفرحة عن منتخب مصر في فترات ابتعاده عن مقعد الولاية، بغيابه عن الجبلاية تغيب الإنجازات وتنطفئ فرحة الجماهير في المدرجات. احتجنا بعد ذلك إلى ثورة اسمها "محمد صلاح" للخروج من فلك "سمير إنجازات".
ولد سمير زاهر يوم 30 أغسطس عام 1943 فى دمياط، تخرج فى كلية فيكتوريا بالمعادى ثم حصل على بكالوريوس علوم عسكرية، وهو عقيد سابق فى القوات المسلحة، وينتمى لأحد أهم العائلات فى محافظة دمياط.
مشوار زاهر الإداري مع الرياضة، بدأ بتوليه منصب عضو مجلس إدارة نادى هليوبوليس الرياضى عام 1990، قبل أن يقرر اقتحام اتحاد الكرة، ويخوض انتخابات الجبلاية فيصبح عضوًا بالاتحاد المصرى لكرة القدم، عام 1992-1993، ثم تدرج فى المناصب حتى عمل نائبا للجبلاية عام 1994-1996، وبعدها رئيسًا للاتحاد فى الفترة من 1996حتى 1999، ثم فترة رئاسته الثانية التى استمرت منذ 2005 وحتى 2012 ، ورحل بعد مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 مشجعا أهلاويا.
صائد البطولات
الرئيس الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الاتحاد المصرى لكرة القدم، فلم يحقق أى رئيس اتحاد أفريقى أو عربى الإنجازات التى حققها الرجل الذي غيبه الموت اليوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض الخبيث.
فاز زاهر بأربع بطولات للأمم الأفريقية، استهلها بالبطولة المستحيلة فى بوركينا فاسو 1998، ثم أكملها وأتمها بثلاثية الألفية (2006 و2008 و2010)، ليحقق إنجازا لم يسبقه إليه أحد.
التسويق الرياضي
لاحقت زاهر اتهامات كثيرة وقت توليه منصب رئيس الاتحاد، لكن إنجازات الكرة المصرية في عهده كانت السبيل للرد على المشككين.
أدخل الرجل التسويق الرياضى فى مصر لأول مرة، ووضع سعراً للدورى المصرى بدأ بـ3 ملايين جنيه ووصل الآن إلى أكثر من 100 مليون جنيه فى الموسم الواحد.
بعد توقف النشاط الكروى عقب ثورة 25 يناير 2011 أصر على استئناف النشاط، ونجح فى إعادة المسابقة بحضور الجماهير، وشهدت الكرة المصرية فى عهده آخر مباراة قمة بحضور أكثر من 90 ألف متفرج، ولم تنقل مباراة واحدة للمنتخب المصرى خارج أرضه، رغم وقوع مذبحة بورسعيد.
إخفاقات
كأس الأمم الإفريقية 1998 كانت البطولة الأول لمصر منذ 12 عاماً والثانية منذ 39 عاماً، وتسببت في ظهور مصر لأول مرة في تاريخها في بطولة كأس القارات عام 1999.
في الظهور المصري الأول في كأس القارات تعادلت مصر مع بوليفيا (2-2)، ثم بنفس النتيجة مع المكسيك، وأمام السعودية غادر فريق الجوهري البطولة بعد خسارة تاريخية بخمسة أهداف مقابل هدف.
انقلبت الدنيا على رأس الجوهري وزاهر الذي غادر منصبه مستقيلا، قبل أن يعود بعد ست سنوات من الباب الكبير ويدون واحدة من أعظم فترات التاريخ المصري في كرة القدم.
كان الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة شاهداً على أول بطولة لكأس الأمم الإفريقية منذ 8 سنوات، حيث نجح هذه المرة حسن شحاته ورجاله في حصد اللقب عام 2006 في القاهرة.
إنجاز جديد في 2008 ومنتخب مصر يقدم أفضل عروضه على الإطلاق، ثم اكتملت الثلاثية في 2010.
في 2009 شاركت مصر للمرة الثانية في تاريخها في كأس القارات، نتائج مبهرة: خسارة درامية في عرض تاريخي أمام البرازيل (4-3)، والفوز على إيطاليا بطل العالم (1-0)، ثم سقوط مدو أمام أمريكا (3-0) ووداع البطولة، أزمة كبرى جديدة في كأس القارات أيضا.
الشيء الذي استعصى على زاهر كان الصعود إلى كأس العالم، ورغم اقتراب المنتخب في تصفيات 2010 من الصعود، إلا أن خسارة أم درمان قضت على الحلم.
استمر زاهر في منصبه حتى عام 2012، وبعد حدوث كارثة استاد بورسعيد، أعلن استقالته وتنحى عن العمل العام، رغم تلميحه على فترات متباعدة بعد ذلك حول إمكانية عودته لخوض انتخابات رئاسة اتحاد الكرة أو انتخابات الأهلي الأخيرة.
تنحي زاهر لم يكن بإرادته، فجذبه السرطان لمعركة غير متكافئة انتصر فيها نهاية الأمر على الرجل الذي هزم يوما ظل صالح سليم.. صالح سليم الذي هزمه السرطان أيضا.. رحم الله الجميع.
لا يفوتك