التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:15 م , بتوقيت القاهرة

هشام لا يعرف صالح سليم!

بالتأكيد لا يكره هشام سليم، أبيه صالح، حاشا لله أن يكون كذلك، لكن ما يظهر لي أنه على الأقل يكره سيرته التي تأتي دائمًا مصحوبة بالحديث عن المبادئ، فلم يسئ شخص لوالده مثلما أساء هشام لسيرة أبيه العظيم.


بالأمس، شاهدت تصريحات مصورة للفنان هشام سليم على موقع الزميلة "المصري اليوم" تظهر تجاهلًا أو جهل هشان بقيم والده ومبادئه، التي استقاها داخل جدران القلعة الحمراء من أسلافه، ونقلها بأمانة إلى الأجيال التالية، تلك المبادئ التي جعلت من صالح أبًا لملايين الأهلاوية الذين بادلوه الحب وأصبحوا أوفياء لسيرته أكثر من ولده، الذي لم يترك مناسبة دون أن يمد يدًا لتشويهها.


تصريحات هشام أمس ليست الأولى في مواقفه تجاه أبيه، فقبل انتخابات 2017 ظهر ضيفًا مع الإعلامية لميس الحديدي، متحدثًا عن دعمه لمحمود طاهر - وهو حقه دون شك - لكنه لم يكتف بذلك بل حاول النيل من تلاميذ والده الأقربين، حسن حمدي ومحمود الخطيب، ولا ننسى ما حدث قبل 12 عامًا، عندما تعدى رئيس الزمالك، مرتضى منصور، باللفظ على المايسترو الراحل، ما أثار جنون جماهير الأهلي، قبل أن يظهر هشام بصحبة منصور بعدها بفترة وجيزة، ليخرج رئيس الزمالك قائلا: "وانتم مالكم.. إذا كان ابنه مازعلش!".


يرى هشام سليم أنه ليس هناك ما يسمى بمبادئ الأهلي أو صالح سليم، وأن كل رئيس للنادي يأتي بمبادئه الخاصة ليدير بها، وأنه نفسه - أي هشام - له مبادئه الخاصة التي تختلف عن مبادئ أبيه صالح - صدق طبعًا.


لا يعرف هشام الكثير عن والده، فالمايسترو قال سابقًا إنه تلميذ الراحل مختار التتش وأنه تعلم منه مبادئ الأهلي والتزم بها، والتتش نقل المبادئ وحفظها عن جعفر والي باشا وهكذا هي "أجيال بتسلم بعض".


إنها شخصية الأهلي التي ولدت منذ 1907 ووضع مؤسسو النادي مبادئها ودوّنوا أصولها في عقولهم وقلوبهم، قبل أن يدونوها في محاضر جلسات مجلس الإدارة، التي اختاروا تدوينها لتحفظ شخصية النادي للأبد وتنقلها للأجيال المتعاقبة، فلا يحيد الأهلي عن مساره، مهما تغيرت الأسماء التي تديره.


تلك الشخصية التي لا يعرفها هشام سليم، ولا يعرف كيف استقاها والده وتوحد معها، فلو عرف للزم الصمت، وأيقن أنها شخصية ومبادئ الأهلي التي سار والده على دربها.. كما يقول المحترم خالد شاكر: "عبقرية الأهلي التي صنعت من صالح سليم أسطورة بين جماهير الأهلي".. ولكن هشام لا يعلم.


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا