كوريا الشمالية وأمريكا.. بدأت الحرب الإلكترونية الباردة
كتب- محمد عادل:
بالرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في حواره مع شبكة CNN يوم الأحد الماضي، أن الأمر ليس حربا، إلا أن الحقيقة غير ذلك، حيث غرقت 4 شبكات رئيسية متصلة بالإنترنت في كوريا الشمالية أمس في سكون الـ"أوفلاين"، بعد أن تعرضت لسلسلة هجمات من نوعية "حجب الخدمة" DDos، وذلك بعد أن تعرضت تلك الشبكات لسيل من الطلبات الزائفة، مما أدى إلى تعطلها وتوقفها عن العمل، وذلك بعد تعرض شبكة "سوني بيكتشرز" لحملة شرسة من هجمات الاختراق طوال فترة شهر كامل، بسبب فيلمها "The Interview"، والذي تم إيقافه بسبب تلقي دور العرض الأمريكية لتهديدات من جانب الهاكرز.
ردت بيونج يانج على تهديدات "أوباما" بتوجيه تهديدات صريحة بضرب كافة مؤسسات الدولة الأمريكية وعلى رأسها البيت الأبيض، في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي إعادة وضع كوريا الشمالية ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب في العالم، وذلك بعد أن غاردتها في 2008 في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن.
وأكد بروس كلينجنر، نائب الرئيس المسئول عن شئون كوريا الشمالية بالمخابرات الأمريكية، أن بيونج يانج تعتبر أحد أخطر 5 قوى إلكترونية في العالم، حيث إن الحكومة الكورية الشمالية تمتلك ما يقارب 3000 هاكر محترف، موزعين على مستوى الدولة في صورة وحدات، تستخدم أساليب متطورة من الاختراق، وعلى رأسها فريق "مكتب 121"، والمشتبه في تورطه في اختراق "سوني بيكتشرز" الأخير، ذلك وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع iBtimes.
ولكن الأمر يبدو أنه لن يتوقف عند تبادل الهجمات بين واشنطن وبيونج يانج، حيث تعرض مفاعلين نوويين في كوريا الجنوبية لهجوم إلكتروني، أسفر عن الاستيلاء على البيانات الخاصة بـ10 آلاف عامل داخل قطاع الطاقة النووية والمائية، إلا أن المسؤولين أكدوا أن الهجوم لم يمس وثائق سرية، كما أنه لن يستطيع الهاكرز امتلاك مقاليد التحكم في المحطات، باعتبار أن نظام التحكم مستقل بذاته، ويعمل بعيدا عن الشبكة الأم للمحطات المتصلة بالإنترنت.
وأمرت الرئيسة الكورية الجنوبية "باك جي هي" باتخاذ إجراءات تأمينية فورية لتأمين البنية القومية التحتية لمرافق الدولة، للتصدي لما أسمته بـ"الإرهاب الإلكتروني".