في ظل التطورات الواقعة في سوق النفط العالمي، وعملية "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية في اليمن، وأعلنت انتهاءها وإعلان مبادرة "إعادة العمل"، حدثت تغييرات جديدة في خريطة الحكومة السعودية بحركة تنقلات وإعفاءات فجر الأربعاء، من قبل العاهل السعودي، وأصبح الحديث الآن اقتصاديا حول تعيين رئيس شركة أرامكو الشركة الأكبر في العالم، وزيرا للصحة، وتعيين وزير العمل وزيرا للاقتصاد، وتأثير ذلك على اقتصاد المملكة، وأصبح السؤال: ما سر التغييرات وما رؤية الوزارء الجدد.

أول تصريحات بعد التغييرات

ارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودي في بداية التداول الأربعاء، بعد إصدار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أوامر ملكية عدلت مسار خط خلافة الحكم وعدد من الوزارات، واستقر المؤشر على ارتفاع ملموس بـ 0.5%، بعد ارتفاع 119 سهما من أصل 163 سهما متداولا.

ورصد موقع "دوت مصر" أول تصريحات وزيري الاقتصاد والعمل الجدد، إذ خرج وزير الاقتصاد السعودي الجديد، المهندس عادل فقيه، ليدلي بأول تصريحاته بعد توليه المنصب الجديد. وقال فقيه خلال مداخلة له على قناة العربية إنه سيطبق ما تمت الاستفادة منه في تجربته السابقة بوزارة العمل، ودعم اقتصاد المملكة والتأكد من تحقيق العائد الذي تتطلع له الدولة من استثمارها في المشاريع، كذلك الالتزام بالشفافية.

أمَّا أولى تصريحات وزير العمل الجديد المهندس مفرج الحقباني، فكانت عبر الصفحة الرسمية للوزارة على "تويتر"، حيث نقلت الصفحة عن الحقباني قوله "الجميع في هذا البلد المعطاء جنودٌ مجندّة لخدمة هذا الوطن".

وأضاف الحقباني: "تعييني وزيرا للعمل تكليف ووسام ودافع لبذل المزيد من الجهد والعمل في سبيل خدمة الدين والوطن، وإن الأوامر الملكية صبت في مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول، والكل مجنّد لخدمة الوطن وحمل هموم أبناءه كلٌ من موقعه".

الفالح من أرامكو إلى الصحة

وكانت قرارات الملك سلمان قد شملت تعيين رئيس شركة أرامكو، المهندس خالد الفالح (54 عاما)، وزيرا للصحة. وقد عمل الفالح في أرامكو منذ العام 1979، وفي يوليو 1999م تولى المهندس الفالح وظيفة رئيس شركة بترون (مشروع مشترك بين أرامكو وشركة البترول الوطنية الفلبينية). وفي مطلع يناير 2009 تم تعيينه رئيسا لشركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين فيها. ومن العلامات المضيئة في مسيرة الفالح دوره المهم في المباحثات التي تمت مع شركات الزيت العالمية فيما يتعلق بمبادرة الغاز الطبيعي.

ويعد كبير الإداريين التنفيذيين في أرامكو، وهي الشركة التي تدير ثاني أكبر احتياطي مؤكّد من الزيت في العالم، كما أنها أكبر شركة منتجة ومصدرة للزيت الخام في العالم. ومن المنتظر أن تصدر الشركة هذا الأسبوع تقريرها السنوي، عن إنجازات آرامكو على مدى السنة الماضية.

وتميز الفالحي، ابن عبد العزيز الفالح نائب الرئيس السابق للشركة، بإنشائه أنشطة جديدة في أرامكو السعودية، ووضع خططا لتوسيع تركيز الشركة ليشمل إلى جانب إنتاج الخام تعزيز دورها في إنتاج الغاز والكيماويات والمنتجات المكررة والطاقة المتجددة.

فقيه والحقباني.. اقتصاد وعمل

كذلك شملت القرارات إعفاء وزير العمل المهندس عادل فقيه، وتعيينه وزيرا للاقتصاد والتخطيط خلفا لمحمد الجاسر. المهندس فقيه (56 عاما)، والده هو رجل الأعمال الراحل محمد بن عبد القادر فقيه، ويحمل فقيه شهادة جامعية في الهندسة الصناعية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة.

وقد تولى عادل فقيه العديد من المناصب، كان أبرزها تعيينه وزيرا للعمل منذ 18 أغسطس 2010 بعد إعفائه من منصبه كأمين لمحافظة جدة، وتم تكليفه -خلال فترة توليه وزارة العمل- بالقيام بأعمال وزير الصحة.

وقد خلف "فقيه" في وزارة العمل، المهندس مفرج بن سعد الحقباني، الذي كان يشغل منصب نائب وزير العمل السعودي في العام 2011، وتقلد منصب عضو في الهيئة العامة للاستثمار ممثلا عن وزارة العمل.

ويحمل الحقباني درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كلورادو، وشغل عدة مناصب كان أبرزها عمله وكيلا لوزارة التخطيط، ثم نائبا لوزير العمل. وعمل أستاذا للاقتصاد بكلية الملك فهد الأمنية، ثم وكيلا لإمارة منطقة جازان، وأمينا عاما للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.