الأزمات الاقتصادية المحتملة للتدخل المصري في اليمن
مع تفاقم الصراع بين "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة السعودية، والحوثيين في اليمن، أصبح التدخل المصري محل جدل كبير، لاسيما التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد المصري، في حال المشاركة عسكريا في اليمن، في وقت تحتاج مصر فيه مزيد من الاستقرار لجني ثمار المؤتمر الاقتصادي، الذي عقد مارس الماضي في شرم الشيخ.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر أحمد عبدالحافظ، إن مصر ستواجه مشاكل اقتصادية كبيرة في حالة تدخلها بريا في اليمن، لافتا إلى أن أول هذه المشاكل هو الزيادة في حجم الإنفاق العسكري، الذي سيضغط على موارد الدولة في وقت تحتاج فيه مصر إلى كل دعم ممكن، لاسيما الفترة الراهنة ودخول مصر في مشاريع جديدة منها مشروع قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن التدخل سيستنفذ كل موارد الدولة.
أما عن المشاكل الأخرى، أضاف عبدالحافظ، أنه سيكون هناك مشكلة بخصوص باب المندب، إذ سيشكل التدخل البريى حالة من التوتر هناك، ستدفع السفن لعدم المرور، ما يؤثر على إيرادات القناة، والتي تعد من أهم موارد الدولة، مشيرا إلى أن قناة السويس تُدخل في ميزانية الدولة نحو 5.2 مليار دولار سنويا، وبفقدها ستؤثر على ميزان المدفوعات.
ولفت عبدالحافظ إلى أن الأزمة ستمتد أيضا للاستثمارات الداخلية، فدخول مصر في هذا التوقيت سيؤثر على أي استثمارات تنتوي بعض الجهات ضخها الفترة المقبلة، كما سيؤثر على الاستثمارات الموجودة، ومن الممكن أن تؤدي لعزوف بعضها بسبب المخاطر السياسية والاقتصادية المحتملة، وستعصف بالنجاحات التي حققتها قمة شرم الشيخ.
ماذا لو رفضت مصر المشاركة؟
أما في حالة رفض مصر التدخل مع حلفائها في اليمن، فستكون هناك أزمة سياسية ستتحول لمشكلة اقتصادية، موضحا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تبنى أمن الخليج وهناك علاقات مشتركة بين الجانبين، وبرفض مصر المشاركة سيحدث شرخا في العلاقات، سيؤثر على الدعم والاستثمارات الخليجية في مصر.
من جانبه أشار الخبير الاقتصادي رشاد عبده، إلى إنه لا توجد أي خسائر جراء التدخل المصري في اليمن، موضحا أن السعودية هي من تتحمل كافة التكاليف الاقتصادية، فمصر ستستفيد من حماية أمنها عند باب المندب، لأن في حالة سيطرة الحوثيين على باب المندب ستؤثر بشكل سلبي على قناة السويس والاستثمارات الموجودة هناك.
واستطرد عبده: "إن مشاركة مصر مؤكدة، فهي فرصة لاستعادة دورها الريادي، فلا يجوز لرئيس أكبر دولة في المنطقة عدم المشاركة هناك"، وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري مع اليمن ضعيف جدا، إذ يصل لنحو 10 ملايين جنيه، فيما وصل التبادل التجاري مع السعودية فقط لنحو 5.5 مليارات دولار، هذا إلى جانب محدودية العمالة المصرية في اليمن.
رد الجميل
وقال عضو المجلس المصري للشئون الاقتصادية، محمد فاروق، إن مصر بالفعل ستشارك في الدخول لليمن، في إطار "رد الجميل"، لافتا إلى أن الدعم الخليجي لمصر منذ الثورة وحتى الآن وصل لنحو 33 مليار جنيه بخلاف الـ 12 مليار التي أعلنوا عنها في مؤتمر شرم الشيخ.
وبخصوص باب المندب قال فاروق " سواء تدخلت مصر أو لم تتدخل في اليمن فلا يستطيع الحوثيون أو غيرهم وقف حركة مرور السفن في باب المندب، لأنها منفذ لعبور التجارة العالمية، وسيواجه بحزم من جميع دول العالم، فإعلان مصر مشاركتها دول الخليج في باب المندب هو حجة للتدخل هناك لدعم دول الخليج.
وكانت السعودية قد قامت وعدد من الدول العربية، بشن هجوم على معاقل الحوثيين في اليمن، بهدف حماية الشرعية هناك، وأكدت مصادر أن البحرية المصرية انتهت من عملية السيطرة على مضيق باب المندب، مضيفة أن هناك تنسيقا يُجرى بين السعودية ومصر والإمارات والأردن والمغرب والسودان وباكستان، لدخول اليمن بريا.