خبراء اقتصاديون: هذا دور "البورصة" في قمة مارس
يومان فقط، وتنطلق القمة الاقتصادية، المقرر عقدها في الفترة من 13 - 15 مارس الجاري، تلك القمة التي سيشارك فيها أكثر من 80 دولة و23 منظمة إقليمة ودولية، بالاضافة إلى المشاركة القوية من قبل الشركات العالمية، وكذلك مشاركة المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، كل هذه المشاركات والوفود الكبيرة تعكس أهمية وقوة هذه القمة، لما تحمله من فائدة كبرى بالنسبة للاقتصاد المصري واستعادة النشاط الاستثماري في مصر.
وتشارك البورصة المصرية في هذه القمة، باعتبارها أداة تمويل بديلة عن وسائل التمويل التقليدية ومرآة الاقتصاد، ولها دورها الخاص من خلاله تقوم بجذب الشركات والدعوة للقيد في سوق الأسهم، وعلى الرغم من اتفاق أغلب الآراء على الدور الذي تقدمه البورصة للمستثمر، والتي ستظهر به وتعمل على نقله وتوضيحه من خلال القمة الاقتصادية، إلا أنه هناك رأيا ينفي هذا الدور عن البورصة، "دوت مصر" رصد آراء الخبراء والمحللين حول دور البورصة بشكل عام، وفي مؤتمر مارس بشكل خاص.
سهولة الخروج والتوسع
قال العضو المنتدب لشركة سوليدير للأوراق المالية، محمد الصهرجتي، إن البورصة لها دور كبير خلال مؤتمر مارس الاقتصادي، وهو نقل صورة واضحة للمستثمرين، عن ما تقدمه البورصة من تمويل للمشروعات، سواء المحلية أو الأجنبية، ومدى قدرتها على توفير المناخ الناضج والصحي للمستثمرين، وكذلك تسهيل عملية الخروج في أي وقت، من خلال طمأنة المستثمرين على استثماراتهم والقدرة على الخروج والحصول على أرباحهم.
أضاف الصهرجتي، أن المستثمر في حالة طرح مشاريع جديدة ذات قوة ربحية، يقوم بتحويل ما لديه من ممتلكات إلى استثمار في البورصة والمشروعات التي تطرح بها، وأنه يوجد داخل البنوك ودائع، يتحول منها جزء إلى هذه الاستثمارات في البورصة، مشيرا إلى المستثمر ينظر إلى المشروعات الجديدة من خلال عناصر الربحية والثقة التي سيحصل عليها من هذه المشروعات، وهناك شريحة كبيرة من المستثمرين تراقب عن بعد مدى أهمية وقوة مشروع عن الآخر، تستطيع أن تضخ رؤوس أموال كبيرة إلى السوق، مثل مشروع قناة السويس الذي كان عليه إقبال كبير.
الإقناع وسيلة لجذب المستثمرين
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة الرشاد لصناديق الاستثمار، حمدي رشاد، أنه كي تستطيع البورصة المصرية جذب الكثير من الشركات والمستثمرين إلى القيد والاستثمار، فلابد أن يكون هناك إقناع، وهذا الإقناع في أكثر من جانب، القوانين داخل البورصة ومدى قدرتها على ضمان حقوق المستثمر، وكذلك الشفافية والوضوح. وغيرها من الإجراءات والوسائل التي معها يشعر المستثمر بالاطئنان ودخوله إلى البورصة.
دور البورصة تكميلي
بينما يرى خبير الاقصتاد الدولي، مصطفى زكي، أن الدور الذي تقوم به البورصة ليس دورا تمويليا، بينما يتمثل دورها في تنظيم حركة الأسهم وعرضها بين المتعاملين، مشيرا إلى أن دورها في المؤتمر الاقتصادي هو دور مكمل لا يمكن الاستغناء عنه أو إغفاله، فمن خلال البورصة يتم جذب رؤوس الأموال والشركات إلى ساحة الاستثمار، وبالتالي يعود ذلك على أداء البورصة، من تنشيط حركة التداولات وزيادة التعاملات اليومية، ثم تؤثر هذه الاستثمارات في الاقتصاد بشكل عام.
أضاف زكي، أنه يجب على البورصة أن تعمل على تسهيل إجراءات قيد الشركات، وتبسيط القوانين التي من شأنها إعاقة المتداولين وعزوفهم عن الدخول والاستثمار في سوق الأسهم، فيجب على هيئة سوق المال أن تنظر في هذه القوانين من أجل طروحات ومستثمرون أكثر.
البورصة سوق ثانوية
الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة، محمد ماهر، يرى أن البورصة سوق ثانوية، وهي نافذة للمستثمر من خلالها يستطيع بناء مشروعات واستثمارات جديدة، وتوفر له عملية الخروج بأرباح من خلال هذه الاستثمارات، وأشاد بدور البورصة المصرية في مؤتمر القمة الاقتصادية وقدرتها على تمويل المشاريع والشركات.
وأضاف ماهر أن البورصة المصرية من أكثر البورصات تنظيما في المنطقة، بينما تراجع رأس مالها السوق خلال الفترة الماضية، نتيجة للأحداث الداخلية والخارجية، ما جعلها في حاجة لسيولة جديدة ورؤس أموال، من خلال طرح شركات جديدة.
جدير بالذكر أن البورصة ستركز خلال المؤتمر على استعراض فرص النمو المتاحة، مع التركيز على وضع الشركات المقيدة، كما ستوضح البورصة الخطوات التي قامت بها خلال الفترة الأخيرة لأحداث طفرة في مناخ الاستثمار وحماية حقوق المستثمرين وتدعيم البنية التكنولوجية والتشريعية للبورصة.
نجاح المؤتمر أيضا سيساعد على لفت الأنظار إلى الشركات المقيدة في البورصة المصرية، ويضعها تحت نظر المستثمرين الدوليين. وتحسن توقعات المستثمرين تجاه مستقبل الاقتصاد المصري، وهو ما سينعكس في زيادة حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها في القطاعات المختلفة داخل البورصة المصرية.