التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:43 م , بتوقيت القاهرة

بعد 4 سنوات كفاح.. السياحة تتأهب للانطلاق

تأثرت السياحة المصرية سلبا بتداعيات ثورة 25 يناير 2011، وكانت أسرع وأكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا، لأنها من الأنشطة التي تعتمد في المقام الأول على الاستقرار السياسي والأمني؛ لتحقيق الازدهار والنمو، ويسهم القطاع السياحي بنسبة 11.3% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.


وشهدت حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال عام 2011 بنسبة 33.2% مقارنة بعام 2010، لتسجل 9.8 مليون سائح، في حين بلغت في 2010 -الذي يمثل عام الذروة- 14.7 مليون سائح، وبالتبعية انخفضت عائدات السياحة خلال 2011 بنسبة 29.8%، مسجلة 8.8 مليار دولار، مقابل 12.5 مليار دولار في 2010، وذلك تأثرا بالأحداث السياسية وعدم الاستقرار الأمني الذي عاشته مصر لعدة شهور بعد ثورة 25 يناير.


وقامت معظم الدول المصدرة للسياحة بوضع حظر سفر كامل إلى مصر، وبعضها وضع تحذيرات سفر على مدن معينة أبرزها القاهرة التي شهدت ذروة الأحداث، والأقصر وأسوان لإرتباطها بالقاهرة في إطار السياحة الثقافية، إلى جانب إجلاء رعايا بعض الدول الراغبين في قطع رحلتهم والعودة لبلادهم.


أما السياحة الشاطئية في مدن شرم الشيخ والغردقة كانت أقل ضررا نسبيا،لبعدها عن مواقع الأحداث، ولكن فقط كان يتم التنبيه على السائحين بالتواجد في الفنادق والمنتجعات، وعدم التواجد خارجها، حيث حظت شرم الشيخ بتواجد نحو 6 آلاف سائح بريطاني خلال أحداث الثورة ورفضوا المغادرة لبلادهم.


2012 استقرار نسبي


وجاء عام 2012 ليلقى بظلال من الاستقرار النسبي أمنيا وسياسيا على الأوضاع في مصر، وهو ما ظهر واضحا في الإحصائيات السياحية، إذ حققت توافد نحو 11.5 مليون سائح، بنسبة ارتفاع 17%، مقارنة بـ9.8 مليون سائح في 2011.


2013 تهوي


وحملت 2013 تطورا في الأحداث السياسية ما جعل القطاع السياحي ينقلب رأسا على عقب، ليدفع ثمن ثورة 30 يونيو، بعد أن استكمل مسيرة التعافي المنتظر في النصف الأول من 2013، إذ سجل 5.9 مليون سائح، بينما بلغ عدد السائحين في النصف الثاني من نفس العام 3.5 مليون سائح، بسبب تهاوي الحركة السياحية تأثرا بالتوتر الأمني والسياسي عقد ثورة 30 يونيو، وتداعياتها من اعتصام مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي تم عزله، وأعمال فض الاعتصام وبداية أعمال عنف وإرهاب في أنحاء البلاد.


وشهد يوليو 2013 بداية التهاوي، إذ بلغت نسبة التراجع 24.5%، مقارنة بيوليو 2012، وكان سبتمبر من نفس العام أقل شهر يسجل نسبة تراجع في تاريخ السياحة المصرية، إذ تجاوز 90% مقارنة بنظيره من 2012.


في حين سجل عام 2013 بأكمله تراجع في حركة السياحة الوافدة بنسبة 18%، مقارنة بعام 2012، وبلغ عدد السائحين 9.5 مليون سائح، وحقق القطاع عائدات بلغت 5.9 مليار دولار.


2014 محاولة للتعافي


أغلقت مصر عامها السياحي 2014 بأعداد بلغت 9 ملايين و877 ألف و762 سائحا، بنسبة ارتفاع 4.4%، بما يعادل 413 ألف و413 سائحا، مقارنة بعام 2013 الذي سجل توافد 9 ملايين و464 ألف و349 سائحا.


وحقق القطاع السياحي عائدات بلغت 7.5 مليار دولار خلال عام 2014، مقابل 5.9 مليار دولار في عام 2013، بنسبة ارتفاع 27%.


وكان للنصف الثاني من عام 2014 النصيب الأكبر من إجمالي الإيرادات، لاسيما في ظل الاستقرار والتحسن الملحوظ في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، إذ حقق 4.3 مليار دولار، ليستحوذ على نسبة 57.3% من عائدات القطاع في العام بأكمله.


وتعد نسبة الارتفاع في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال عام 2014 البالغة 4.4% مقارنة بعام 2013 جيدة جدا، لأنها تغلبت على التأثيرات السلبية والركود الكبير الذي شهده النصف الأول من العام الماضي وبلغت نسبته25%، تأثرا بحظر السفر الذي وضعته 16 دولة أوروبية بعد حادث أتوبيس طابا الإرهابي في فبراير الماضي، ما يدل على التحسن الملحوظ الذي شهده القطاع خلال النصف الثاني من 2014، محققا 54% ارتفاعا مقارنة بنفس الفترة من 2013، نتيجة الاستقرار السياسي والأمني.